الأحمدية هي طائفة تؤمن ببعثة رسول بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويدعى ميرزا غلام أحمد، ولد في البنجاب شمال الهند في القرن الـ19 الميلادي، وهو ما جعل الكثير من علماء الدين الإسلامي سنة وشيعة يخرجونهم من الدين الاسلامي، لكن الأحمديين يؤمنون أنهم مسلمون ويرون أنفسهم أتباع "الإسلام الحق".
ظهرت الطائفة الأحمدية لأول مرة في الهند سنة 1889 على يد ميرزا غلام أحمد، الذي عاش في الفترة من 1835-1908 والذي قال عن نفسه "إنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر"، الذي بشرت كتب سماوية بأنه سيأتي في آخر الزمان، وقد استمر في دعوته حتى وفاته في العام 1908 ليخلفه خمسة من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن. تولى خلافة الأحمدية مؤخرا خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد والمقيم في لندن حاليا.
استمارة البيعة
تملك الجماعة الأحمدية موقعا إلكترونيا على الأنترنيت، كما تتواصل مع أتباعها عبر عدة قنوات فضائية، منها قناة فضائية ناطقة باللغة العربية.
وحاول موقعنا الاستفسار عبر الموقع الرسمي لهذه الطائفة عن كيفية اعتناق الأحمدية فكان الجواب أن أي شخص راغب في اعتناق عقيدة هذه الطائفة التي يتبعها أكثر من 10 مليون شخص في العالم بحسب تقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش، سيكون عليه "تعبئة استمارة البيعة بعد الاطلاع على الشروط" التي تتمثل في عشر شروط تركز أغلبها على الالتزام الشديد بالمبادئ التي دعا إليها "المسيح الموعود" ميرزا غلام أحمد.
الأحمديون في المغرب
يتواجد الأحمديون في العديد من الدول غير أن تواجدهم يتركز أساسا في الهند والباكستان وغانا وبوركينا فاسو وغامبيا، أما في المغرب فلا يتجاوز عدهم المئات في أحسن الأحوال، ويعتمد الأحمديون المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم ومناقشتها مع الآخرين، حيث أسس بعضهم مجموعة تحت اسم "ملتقى المسلمين الأحمديين المغاربة" تضم ما يقارب 900 شخص.
تمكنا في الموقع من الحديث مع بعض معتنقي هذا المعتقد في المغرب، حيث أكد لنا أحمد (اسم مستعار) وهو مهندس شاب، أن الجماعة الأحمدية "جماعة دينية تجديدية في الإسلام لا أهداف سياسية لها، تآسست من طرف سيدنا الميرزا غلام أحمدي القادياني عليه السلام سنة 1889، الذي أعلن أنه هو الإمام المهدي و المسيح الموعود الذي بشر الرسول ص و القرآن الكريم بظهوره في آخر الزمان، من أجل إحياء الإسلام بعد أن تكون الأمة وصلت الحضيض على كل المستويات المادية و الروحانية".
يضيف أحمد أن معتنقي الأحمدية مسلمون موحدون "نشهد الشهادتان و نصلي الصلوات الخمس و نصوم رمضان و نزكي و نحج البيت الحرام، لا كتاب لنا إلا القرآن الكريم و لا قبلة لنا إلا مكة و لا رسول و لا شفيع إلا سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و لا دين لنا إلا الإسلام". معتبرا أن علماء الإسلام تسرعوا و حكموا بالكفر على هذه الجماعة و أخرجوها من دائرة الإسلام "لكننا لا ننتظر صكوك غفران من أي كان".
ونفى أحمد أن يكون الرسول محمد ص خاتم الأنبياء وقال إن معظم المسلمين يعتمدون في الحكم بختم محمد للنبوة على الآية التي تقول "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين"، مقدما شرحا آخر للآية معتبرا أن كلمة "خاتم" وردت في الآية على سبيل "المدح فلا يمكن أن تعني إلا : أفضل و أكمل و أعظم" مضيفا "..بل قد رفع سيدنا الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام هذا التحدي بأن يقدم له الناس استعمالا واحدا لكلمة خاتم + جمع العقلاء على سبيل المدح، و كان المقصود به آخر ، منذ الجاهلية و إلى الآن .. و التحدي مازال مفتوحا ..".
مضيفا أن "باب النبوة المفتوح هو باب المبشرات و الوحي الإلهي والمكالمات الإلهية و الوحي الإنبائي و التي يعتبرها المسيح الموعود عليه السلام من نعم الله على أمته التي لا ينالها إلا من فنى في الإتباع الكامل لحضرة الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم، و هي مقام روحاني يسمى بالنبوة الظلية التابعة للرسول ص، و التي نالها المسيح الموعود عليه السلام".
وعلى عكس ما يعتقد المسلمون بخصوص رفع النبي عيسى عليه السلام، يقول نبي الأحمدية إن الله أوحى له بوفاة المسيح عيسى بن مريم و أنه على خلاف ما يعتقد عموم المسلمين توفي عن عمر ناهز 120 سنة في كشمير، و أنه لم يرفع بجسده إلى السماء ، وأعلن ميرزا غلام أحمد أنه هو ذلك الموعود المنتظر الذي يحمل صفة الإمام المهدي و صفة المسيح الموعود.
ويضيف محاورنا أحمد أن ميرزا غلام أحمد "إمام مهدي و مسيح موعود و نبي ظلي تابع للرسول ص بعثه الله من أجل مهمتين : مهمة المهدوية المتلخصة في إصلاح أحوال المسلمين داخليا و تصحيح العقائد الفاسدة التي تسربت إليهم و هدايتهم، و مهمة المسيحية و المتمثلة في صد هجمات التبشيريين المسيحيين الخارجية (المسيح الدجال في فهمنا) و كسر الصليب الذي حاول إلتهام الإسلام و القضاء عليه".
وبخصوص علماء المسلمين الذين يخرجونهم من الملة قال أحمد "من يخرجوننا من الملة هم يكفرون مسلما..نحن لا نكفر أحدا و لا نخرج من الملة أحدا، من سمى نفسه مسلما فهو عندنا مسلم فلسنا مخولين للشق عن صدور الناس و توزيع صكوك الغفران".
وعن من لم يؤمن بنبي الأحمدية يقول أحمد "هو عندنا كما يسمي نفسه، مسلما إن سمى نفسه مسلما و يهوديا إن سمى نفسه يهوديا، لكننا نعتقد أن المسيح الموعود عليه السلام هو مبعوث من عند الله و من لم يؤمن به فهو كمن لم يؤمن بأي مبعوث إلهي من معارضة مشيئة الله في الإصلاح".
أما سعيد (اسم مستعار) وهو مواطن مغربي مقيم في فرنسا، فقد أكد لنا أنه أصبح أحمديا بعد اطلاعه على عدد من الكتب الخاصة بهذه الطائفة، موضحا أنهم مؤمنون بكل ما جاء به الإسلام، وأنهم لا يعتقدون "بمجيء عيسى عليه السلام والدليل من القران أنه توفي كباقي الانبياء" عل حد قوله.
وبخصوص أماكن العبادة، فقال إنهم يؤدون صلواتهم في أماكن عبادة خاصة بهم، وأنهم يتوفرون في فرنسا على مساجد خاصة بطائفتهم.
ورفض كل من سعيد وأحمد مدنا بأرقام تقريبية لعدد الأحمديين في المغرب، غير أن الراجع أن عددهم يقدر في أحسن الأحوال بالمئات، وهو عدد ضئيل مقارنة مع دول أخرى قريبة من المغرب كالجزائر ومصر...