أصدر مجموعة من القياديين الاستقلاليين يتقدمهم امحمد بوستة وعباس الفاسي، الأمينين العامين السابقين للحزب عريضة لمطالبة الأمين العام الحالي بالرحيل، حيث أكدوا أن "السيد حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال".
وجاء في العريضة التي عممتها وكالة المغرب العربي للأنباء على وسائل الإعلام أن "الأمينين العامين السابقين لحزب الاستقلال الأستاذ امحمد بوستة والأستاذ عباس الفاسي وكذا الأساتذة عبد الكريم غلاب وامحمد الخليفة، وأعضاء قياديين آخرين من اللجنة التنفيدية السابقين والحاليين ومسؤولين حزبين آخرين، الموقعين على هذا البيان، يعتبرون أن التصريحات الأخيرة غير المسؤولة للسيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، لا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده السيد شباط، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه".
وشدد الموقعون على العريضة على أن التصريحات التي أطلقها حميد شباط بخصوص "مغربية موريتانيا" جاءت "خارج سياق الزمان، ومتناقضة مع إرادة ربح التحديات المشروعة للشعبين الشقيقين".
وسجل الموقعون على العريضة على أن هذه التصريحات "جاءت متزامنة مع الوقت الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبذل جهودها لتشكيل الحكومة التي أفرزتها انتخابات السابع من اكتوبر، الشيء الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية، لضرب الأهداف النبيلة والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين".
وأكد الموقعون أن هذه التصريحات "التي أدت الى أزمة كادت أن تعصف بكل ما بذله المغرب و موريتانيا عبر تاريخهما لتسود روح الأخوة الصادقة وبناء مستقبل البلدين، تلزمنا اليوم كاستقلاليين الوقوف مع الذات والقيام بنقد ذاتي علني وصريح من أجل إرجاع الأمور الى نصابها وعودة الحزب الى مساره الحقيقي المستمد من رصيده التاريخي والنضالي بفتح ملف التصرفات التي قام بها السيد شباط منذ توليه الأمانة العامة للحزب الى اليوم والتي اتسمت، بكل أسف، بالتقلب في المواقف السياسية، وإضعاف الهياكل التنظيمية وتدبير سيئ للانتخابات أفضت الى نتائج سيئة أفقدت الحزب مكانته ومدنه ودوائره".
وخلص البلاغ إلى أنه "حرصنا طيلة الأربع سنوات الماضية على إبقاء شمل الحزب مجموعا ومصانا للحفاظ على وحدته، آملين في أن يصلح الأمين العام نفسه، ويتحمل مسؤوليته للقيام بنقد ذاتي ويضخ في الحزب روحا وحيوية جديدة، غير أن لا شيء من هذا وقع، بل العكس، حدث التمادي والتأزيم والمزايدة".