أدان المغرب، اليوم الخميس، بشكل واضح وبأشد العبارات خرق وقف إطلاق النار وتجدد الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 436 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين منذ يوم الاثنين الماضي.
تم التعبير عن هذا الموقف من طرف، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال ندوة صحفية، عقب الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي المنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، وقال إن "المغرب يدين بشكل واضح وبأشد العبارات تجدد الاعتداءات على المدنيين في غزة"، واصفا الوضع في القطاع بـ "الخطير والمقلق جدا".
وأضاف بوريطة، أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية، التي خلفت المئات من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية "غير مقبولة ومدانة ولا تساهم في إقرار السلام في المنطقة".
وأكد رئيس الدبلوماسية أن الرباط تتابع عن كثب تصاعد الأعمال الإسرائيلية التي "تدينها وتعتبرها مخالفة للجهود السلمية" ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. مشيرا إلى أن احترام وقف إطلاق النار هو الخطوة الأساسية الأولى والشرط الضروري لتمكين المراحل التالية من حل متفق عليه بين مختلف الأطراف المعنية.
وفي هذا السياق، جدد رئيس الدبلوماسية موقف المغرب الرسمي المؤيد للسلام الدائم، تماشيا مع رؤية الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وفي هذا الصدد، أوضح ناصر بوريطة على أن الحرب خلال السنة والنصف الماضية خلفت عددا كبيرا من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء، وكذا تدمير المنازل، إلى جانب تجويع ساكنة غزة، مشددا على أن اتفاق وقف إطلاق النار كان قد أعطى بارقة أمل، غير أن الحكومة الإسرائيلية تراجعت عن التزاماتها وخرقت الاتفاق من خلال الاعتداءات الأخيرة.
ويوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل ما لا يقل عن 49,547 شخصا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عمليات عسكرية برية في قطاع غزة لـ "توسيع منطقة الدفاع بين الشمال والجنوب".
وجاء تصريح وزير الخارجية المغربي بعد يوم واحد من قرار مجلس جامعة الدول العربية، الذي أدان انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار واستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وخلال هذه الجلسة الاستثنائية التي دعت إليها فلسطين، كان المغرب حاضرا ووافق على القرار من خلال ممثله الدائم لدى الجامعة، محمد آيت أوعلي. كما استعرض الاجتماع مذكرة قدمتها فلسطين بشأن العمل العربي والدولي ردا على استئناف الهجوم الإسرائيلي، وكذلك عواقب قرارات إسرائيل بحرمان قطاع غزة من الكهرباء والمساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية والإغاثة.