القائمة

أرشيف

رمضان في التاريخ #20: وفاة أم المؤمنين عائشة.. حبيبة رسول الله

في رمضان من سنة 58 للهجرة، توفيت زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عائشة بنت أبي بكر، التي كان الصحابة يرجعون إليها في الأمور الدينية بعد وفاة رسول الإسلام.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في رمضان سنة 58 للهجرة الموافق لسنة 678 للميلاد، توفيت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما الزوجة الثالثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لم يتزوج امرأة بكرا غيرها.

ويوجد اختلاف في تحديد يوم موتها، ومن الروايات من يؤكد أنه 17 رمضان، فيما تشير أخرى إلى أنه 13 أو 19 رمضان، وجاء في "كتاب أنساب الأشراف" لأحمد بن يحي بن جابر البلاذري "توفيت عائشة رضي الله تعالى عنها، ولم تلد لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا اشتملت عَلَى حمل. وكانت وفاتها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة، ويقال تسع عشرة، ويقال لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين، وهي ابنة ست وستين سنة. وأوصت أن تدفن من ليلتها. فدفنت بالبقيع بعد الوتر".

حبيبة رسول الله

ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام قبل الهجرة بسبع سنوات، وتزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر، وكانت أحب الناس إليه، فقد ورد في صحيح البخاري أن عمرو بن العاص "سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟"، قال: "عائشة". قال: "فمن الرجال؟" قال: "أبوها".

وجاء في كتاب "شرح سنن ابن ماجة" لعبد العزيز بن عبد الله الراجحي "وكانت خديجة أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم بلا شك، لكن من بعد وفاة خديجة كانت عائشة أحب الناس إليه".

وعندما مرض النبي  صلى الله عليه وسلم، أستأذن زوجاته أن يمرض في بين عائشة رضيَ الله عنها، وجاء في مقال منشور في موقع الرابطة المحمدية للعلماء "وكانت وفاة النبى -صلّى الله عليه وسلّم- فى المدينة المنورة، فى حُجرة السيدة عائشة -رضى الله عنها-، بل جاء بالخبر الصحيح أنّه قُبض -عليه الصلاة والسلام- ورأسه على فخذ عائشة رضى الله عنها".

وأضاف "ولقد ظل قلب النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، إلى آخر لحظات وداع دار الفناء والانتقال إلى دار البقاء في الرفيق الأعلى، فآثر، صلى الله عليه وسلم، ألا تفارق روحه جسده إلا بين يديها، رضي الله عنها".

ودفن، الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته في بيت عائشة.

فقيهة نساء الأمة

ووصفها شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، في كتابه "تاريخ الإسلام"، بأنها "فقيهة نساء الأمة"، وأضاف أن لها "حظ وافر في الفصاحة والبلاغة مع مالها من المناقب".

وقال عمير بن وهب الزهري في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" إنه "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلم جميع الناس، لكان علم عائشة أفضل".

وكان الصحابة يسألونها عن الفقه والفرائض، فتجيبهم؛ فقد قال عطاء رضي الله عنه: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا"، وقال أبو موسى الأشعري "ما أشكل علينا -أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما"،

وقد روى عنها الصحابة 2210 حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، "ومن مزاياها أنها كانت أحيانا تنفرد باستنباط بعض المسائل، فتجتهد فيها اجتهادا خاصا وتستدرك بها على علماء الصحابة، حتى أن الزركشي ألف كتابا خاصا في هذا المعنى سماه “الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"، بحسب مقال للرابطة المحمدية للعلماء.

مدافعة عن المرأة

وكانت عائشة تدافع عن حقوق النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته أيضا، وتتحدث العديد من المصادر عن لجوء النساء إلى عائشة لنقل شكواهن إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما لها من مكانة عنده.

وجاء في مقال منشور على موقع الرابطة المحمدية للعلماء "لم تثنها أنوثتُها عن التصدي للرجال لما يظهر لها من عدم فهم نص، أو خطأ في التأويل…، فاستحقت عن جدارة لقب رائدة حقوق النساء".

وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كذبت عائشة رضي الله عنها عددا من الأحاديث التي نسبت إلى رسول الإسلام، والتي كانت تقلل من شأن المرأة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال