ينطلق التقرير المعنون بـ"الشباب في المنطقة العربية : آفاق التنمية الانسانية في واقع متغير" من حقيقة أن جيل الشباب الحالي يمثل أكبر كتلة شبابية تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية، إذ يكون 30 في المائة من سكانها الذين يبلغ عددُهم 370 مليونَ نسمة.
وبخصوص الحالة المغربية أوضح التقرير أن المغاربة مستاءون من مستويات المعيشة، حيث قال 83.9 في المائة من المستجوبين، إنهم يرون أن أهم التحديات التي تواجه المغرب، تتمثل في الوضع الاقتصادي (الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار)، فيما قال 9.6 في المائة إنها تتمثل في الفساد المالي والإداري، وقال 0.8 من المستجوبين إن أهم تحد يواجه بلدهم هو تحقيق الاستقرار والأمن الداخلي.
من جهة أخرى كشف التقرير الذي يسعى لتقديم لمحة عامة عن الشباب في المنطقة العربية، أن نسبة المغاربة الذين يشكل الدين جزء مهما من حياتهم اليومية سنة 2010، بلغ 93 في المائة، وانتقل هذا الرقم في سنة 2011 إلى 94 في المائة، ليقفز في السنة الموالية إلى 99 في المائة، قبل أن يصل إلى 96 في المائة سنة 2013.
وأكد التقرير أن المغاربة هم من بين أكثر شعوب منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التزاما دينيا، وعرف معدو التقرير الالتزام الديني، بأنه جزء من "مظاهر التدين ويشمل التردد على أماكن العبادة وحضور حلقات الوعظ الديني".
وبخصوص نظرة المغاربة لتنظيم الدولة الاسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش، فقد عبر ما يقارب 82 في المائة أنهم ينظرون إلى هذا التنظيم الذي ينشط في عدة بلدان بشكل سلبي، فيما قال 8 في المائة من المستجوبين إنهم ينظرون إليه بإيجابية، ورفض نحو 10 في المائة إعطاء إجابة محددة.
وتطرق التقرير كذالك إلى علاقة المغاربة بالإسلام السياسي، ولفت إلى أن مساندة الإسلام السياسي في البلدان العربية انخفضت بشكل عام في العالم العربي بعد سنة 2012، أي بعد ثورات الربيع العربي، باستثناء فئة كبار السن في المغرب.
وأبان المصدر ذاته أن المشاعر القوية بشأن الإسلام السياسي تميل إلى الارتفاع مع التقدم في العمر، وإلى الانخفاض مع تزايد التحصيل العلمي، حيث أعرب ما يقرب من 80 في المائة من كبار السن في كل من العراق والمغرب عن تأييدهم لدولة غير علمانية، وخلص التقرير إلى أن الأفراد الأكثر تعلما يميلون إلى دعم الدولة العلمانية، فيما يميل الأقل تعلما إلى رفضها.
الشباب..المخدرات والهجرة
من جهة أخرى أشار التقرير إلى أن البلدان العربية نجحت في خفض وفيات الشباب خلال العقود الماضية، موضحة أن نسبة الوفيات تبلغ في المغرب حوالي 13 في الألف، فيما تبلغ في تونس 4 في الألف.
وبخصوص تعاطي المخدرات أبان التقرير أنه في سنة 2009 تعاطى ما يقارب 6.6 في المائة لمادة القنب الهندي، من المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، فيما بلغت هذه النسبة سنة 2010 عند الفئة ذاتها 4.6 في المائة.
وتطرق التقرير أيضا إلى الهجرة بين سنتي 2010 و 2014، وأوضح أن 88 في المائة من المهاجرين المغاربة يوجدون في أوروبا، فيما يوجد 7 في المائة في أمريكا الشمالية، و3 في المائة في القارة الإفريقية، و1 في المائة في القارة الأسترالية، و1 في المائة في البلدان الأسيوية الغير العربية.
وفيما يخص نصيب تحويلات المهاجرين المغاربة من الناتج المحلي الإجمالي، فقد كشف التقرير أنه كان يبلغ 7.7 في المائة سنة 2005، قبل أن يتجه نحو الانخفاض بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، ليبلغ في سنة 2009 حوالي 6.9 في المائة، ويستقر سنة 2013 في حدود 6.6 في المائة.