بعد حديث العديد من وسائل الإعلام والمحللين المغاربة، عن تأزم العلاقات المغربية الموريتانية بسبب محاولة الجزائر استخدام موريتانيا كورقة ضغط على المغرب، وخاصة بعد حضور وفد رسمي موريتاني لجنازة زعيم البوليساريو الراحل محمد عبد العزيز، هاجم كتاب موريتانيون المغرب في مقالات نشرتها وسائل إعلام موريتانية.
ففي مقال معنون بـ"قميص ابن يعقوب" هاجم الكاتب الصحافي الموريتاني سيدي محمد ولد ابه المغرب بعبارات شديدة اللهجة وكتب أن سبب ما وصفها بـ"الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها موريتانيا من قبل الصحافة المغربية هذه الأيام"، هو أن "القائمين على الشأن الإعلامي والسياسي في جارتنا الشمالية فوجئوا بأن موريتانيا أخذت مساراً جديداً غير مألوف لدى جيرانها الأقربين، الذين ألفوها تابعاً غير متبوع، ومفعولاً به غير فاعل، على مدى نصف قرن كامل".
وجاء في المقال أيضا أن الصحافة المغربية حاولت "أن تجعل من تعزية الشعب الموريتاني للصحراويين في وفاة رئيسهم سبباً للنيل من تاريخ وحاضر البلد، واختلقت من قضية "موريتل" قميص ابن يعقوب وجاءت عليه بدم كذب، ذارفة دموع النفاق والغدر في ضحى من نهار".
ورأى الكاتب نفسه أنه ليس من "المصادفة أن تتعاظم هذه الحملة، أياماً قليلة قبل افتتاح مطار نواكشوط الدولي، واقتراب انعقاد القمة العربية الأولى في موريتانيا، وبعد سنوات قليلة من قيادة نواكشوط للاتحاد الإفريقي، وحضورها المتعاظم في المشهدين الإقليمي والدولي، وذلك، طبعاً مما لا يروق لحكام الرباط".
وزاد قائلا "يأخذ الإعلام المغربي على موريتانيا أنها أصبحت شيئاً مذكوراً، وبات لها صوتها ووزنها في المنطقة، وذلك مما لا يروق للمغاربة الذين يعانون من عقدة قديمة اسمها موريتانيا".
وختم مقاله قائلا "نحن سنظل نكن للشعب المغربي كل التقدير، لكننا مع ذلك سنظل متلبسين بـ"جرم" الوطنية، فذلك هو دورنا الذي لأجله انتخبنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ومن لم يعجبه هذا الطرح فليشرب من ماء المتوسط أو يتسلق أسوار مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين".
وفي مقال آخر معنون بـ" بضدها تتميز الأشياء.. يا مغاربة"، استخدم كاتبه حبيب الله ولد أحمد عبارات غير لائقة وقاسية جدا في مهاجمة المغرب وبدأ مقاله بـ"شكراً للمغاربة الذين أطلوا من حفر واطئة ليشتموا موريتانيا، فبسفالتهم، ظهرت عظمة الموريتانيين وبتطاولهم ظهرت القامة الفارعة لموريتانيا تاريخاً وحضارة وشعباً".
وتابع "شكرا للمغاربة لأن كل مشاكلهم انتهت وأصبح لديهم الوقت الكافي للتهجم على شعب يفترض أنه جار وشقيق ما نقموا منه إلا أنه لا يعبد أصنام البشر ولا أصنام الحجر".
وفي مقال للكاتب الموريتاني عبد الله الراعي معنون بـ" العرب في ضيافتنا .. وصحافة المغرب تنهشنا" قال فيه "لا يمكن أن نفهم ونحن الأشقاء والجار هجوم الصحافة المغربية على بلدنا في وقت نستعد فيه لجمع العرب تحت خيامنا العامرة بالحب والوفاء والإخلاص وخدمة المشترك بين شعوب عربية يطحنها الألم وتمزقها الحروب..!".
وهاجم المغرب قائلا "للتاريخ فإن المغرب الشقيق استضاف سبعة مؤتمرات قمة كانت تحت أعين الموساد الإسرائيلي صوتا وصورة" وأضاف أن "هذا الهجوم بدون شك يخفي وراءه حجم الهلع السياسي والعقدة التاريخية التي لم يستطع أشقاؤنا في الشمال تجاوزها بعد".
وفي الوقت الذي فضل فيه الكثير من الكتاب الموريتانيون مهاجمة المغرب اختار آخرون أن يدونوا مقالات تدافع عن العلاقات المغربية الموريتانية، فتحت عنوان "عاشت الأخوة الموريتانية المغربية" قال الكاتب الموريتاني محمد الأمين ولد الفاضل، "نريد من حكومتنا أن تقيم علاقات حسنة ومتوازنة مع الجارتين الشقيقتين، فإذا بها، ولأسباب لم نستطع أن نفهمها، تقرر أن توازن في علاقتها بين الجارتين الشقيقتين، لا من حيث التحسن، بل من حيث السوء والتوتر".
في حين قال الكاتب الموريتاني عبد الله إسحاق ولد الشيخ سيديا في تدوينة له إن "البعض ذهب بعيداً الى حد تبادل السباب والشتائم، وتعميمها على الشعبين الشقيقين، بدون مبرر منطقي او مسوغ أخلاقي وجعلوها أزمة في العلاقات بين البلدين".
وأضاف "من المستفيد من افتعال حريق في علاقات البلدين لن يكون ضحيته سوى المواطنين العاديين الذين ﻻ ناقة لهم، وﻻ حمار حتى، في اتخاذ القرارات او تسيير السياسات؟!".
وختم تدوينته بالقول "إن علاقات الشعبين المغربي والموريتاني، أعرق وأرسخ من أن يتحكم فيها نزق هنا أو طيش هناك، فمهما كان حجم اختلاف المصالح وتباين الرؤى السياسية بين السلطات الرسمية في البلدين، فانها تظل قصيرة الأمد، وتبقى العلاقات التاريخية والثقافية واﻻجتماعية والمصالح المشتركة بين الشعبين، فضلاً عن إكراهات الجغرافيا، هي الثابت الراسخ الذي ﻻ يمكن تجاوزه".