وأوضحت الصحيفة الجزائرية أن هذه التحقيقات تدخل في إطار "مكافحة الجوسسة" مضيفة نقلا عن مصادر وصفتها بـ"العليمة" أن "تحقيقات واسعة، شرعت فيها المصالح المختصة، مع عدد كبير من عمال البناء المغاربة، الذين ينحدر أغلبهم من مدن وقرى شرق المغرب، خاصة الذين يشتغلون في مشاريع إنجاز المرافق العمومية، كمقرات البلديات والدوائر والمستشفيات، على غرار المقر الجديد لبلدية تغزوت، وحتى مساكن لمسؤولين سامين في الدولة، وبحكم أن أغلب العمال يشتغلون في التلبيس النقش على الجبس".
وكشفت صحيفة "الشروق" أن التحقيقات شملت "العشرات من البنائين المغاربة العاملين، حول سبب قدومهم إلى الجزائر، والمسار الذي اتخذوه، حتى وصلوا إلى الجزائر، وعن مهنهم الحقيقية، كما جرى التثبت من هويتهم، من خلال جوازات سفرهم".
وأمرت السلطات الأمنية الجزائرية المقاولين وأرباب العمل بـ"ضرورة أن يتم التصريح بهؤلاء، بصفتهم عمالا أجانب، لدى المصالح الإدارية المختصة، كما يجب إعلام مصالح الأمن بوجودهم".
واتهمت الصحيفة الجزائرية المخابرات المغربية بالعمل على "تنشيط شبكات التجسس، من خلال استراتيجية، تستند على تجنيد عملاء يكونون في العادة من صغار العمال والعاملات المغاربة المنتشرين عبر عدد كبير من دول العالم".
وأكدت "الشروق" أن عددا كبيرا من المغاربة "يتوافدون وبشكل مستمر على مختلف الولايات الداخلية خاصة الجنوبية والشرقية، لممارسة نشاطهم في مجال الزخرفة والبناء، حيث يتقنون الحرفة ويتم الاستعانة بهم من طرف المقاولين سواء في المرافق العامة أم الخاصة".
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المتطابقة" إن "مصالح الأمن التي تحقق في الأمر لم تقف حتى الآن على شبهة إلا أنها تبقى تراقب وترصد الوضع وتحركات هؤلاء لتفادي أي مفاجآت".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل إعلام جزائرية عن تجسس المغرب على الجزائر، فقد سبق لبعض المنابر الاعلامية الجزائرية أن ادعت أن المخابرات المغربية تتجسس على المشاريع الكبرى في الجزائر، لتقديم عروض أكثر مرونة للشركات الأجنبية من أجل الظفر بهذه المشاريع.