وقال عبادي في الشريط الذي بلغت مدته 21 دقيقة إنه استشهد برواية تاريخية أثناء حديثه عن الخلافة، وهو ما استغله من وصفهم بـ"المغرضين" ليشنوا "علي وعلى الجماعة حملة مسعورة واتهامات لا حصر لها، وسيل من السب والشتم والتخريف والتضليل والاتهام بالداعشية وما شابه ذلك".
وأَضاف موجها كلامه إلى من اتهمهم بإساءة استغلال كلامه لمهاجمة الجماعة قائلا "أوجه لهم نداء وأقول لهم في أعماق نفسي لا أجد درة من كراهية أو حقد على هؤلاء ولا على غيرهم" مضيفا "إنكم وإيانا أبناء وطن واحد وأبناء آدم فإن لم يجمعنا الإسلام فالأخوة الآدمية تجمعنا تعالوا إلى كلمة سواء تعالوا لنتعارف ونتواصل لنتحاور بهدوء وبالتي هي أحسن لنتفق على ما يمكن أن يجمعنا فما يجمعنا أكثر ما يفرقنا فإننا لا نريد لهذا البلد ولكل الناس إلا الخير لأننا نحمل رسالة رحمة إلى أنفسنا وإلى غيرنا فنحن جماعة نتوب إلى الله وندعو الناس لأن يتوبوا إلى الله عز وجل".
وأضاف مخاطبا منتقدي دعوته لإقامة الخلافة قائلا "كفى من حكم النيات وإلصاق التهم وسوء الظن" شعارنا والحمد لله "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"".
وأكد أن جماعة العدل والإحسان ومنذ تأسيسها "وهي رافعة لواء عدم العنف والدعوة إلى الرفق ولن نتخل عن هذا الشعار مهما أودينا ومهما قيل فينا" وأردف بالقول "مهما قيل فينا نريد أن نكون رحمة وأن نتعاون على الخبر وأن يضع بعضنا يده في يد البعض الآخر لنشكل البنيان المرصوص للنهوض بهذه الأمة لكي تسترجع مجدها وقوتها وعزتها".
وأوضح عبادي أن في كلامه عن الخلافة والذي أثار ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، استشهد برواية تاريخية "قد تصح أولا تصح"، مضيفا "ذكرت هذه الرواية وأخذت منها ما يدل على حرص الصحابة على وحدة هذه الأمة".
وزاد عبادي قائلا "انا حكيت هذه الحكاية فنسب إلي أنني أدعوا إلى قطع الرؤوس عجبا بمن يستشهد بويل للمصلين دون أن يربط الآية بما قبلها وبما بعدها فلو رجع هؤلاء إلى الأشرطة السابقة لوجدوا هناك حديثا عن أسس الخلافة ومقوماتها وأن هناك نقدا للظلم وللطغيان وللفساد ولو صبروا حتى تخرج الأشرطة الأخرى التي بينت فيها موقفنا نحن الجماعة من الخلافة لأن الخلافة أصبح كثير من الناس يدعونها".
وبخصوص موقف جماعة العدل والإحسان من الخلافة فقد أوضح عبادي أن الأمة انقسمت "إلى فرق هناك من ينتظر أن تنزل من السماء وهناك من أعلنها كداعش التي مكنت من الاستيلاء على أطراف من أرض الشام والعراق ولسنا ندري من وراءها وأحدثت فتنة في الأمة، وهناك من قطع يأسه من هذه الخلافة ورضي أن يعيش على هذا الوضع المشتت المزق التي تعرفها الأمة وهناك من له تصور للخلافة بشكل من الأشكال" وأضاف "ونحن في الجماعة لنا رأي في هذا الموضوع لا نتحدث عن الخلافة في المغرب الخلافة لا يمكن أن تقام إلا على أرض المسلمين جميعا ولا يمكن لهذه الخلافة أن تأتي من الأعلى عن طريق الأنظمة المستبدة الآن...بيننا وبين الخلافة مسافة طويلة وجهد جهيد لابد من أن ننشئ أجيالا ليبرز من بين هؤلاء الأجيال من يتحمل أمانة الخلافة".
وقال أيضا "هذا المشروع يجب أن يشتغل عليه المسلمين من المشرق إلى المغرب..بيننا وبين الخلافة المنشودة مسافة طويلة، أما في المغرب دعوتنا لإخواننا المغاربة نقول لهم تعالوا لنحقق أقل ما يمكن أن يحقق من الحرية والعدالة الاجتماعية ولعل الاسباب التي نحارب من أجلها هي دعوتنا إلى العدل وإنكارنا للظلم والفساد والاستبداد".
واسترسل بالقول إن الخلافة لن تأتي "عن طريق العنف، فنحن نريد أن تتوحد الأمة بالمحبة وليس بالقوة...نحن لا نحرص على مصطلح الخلافة فنحن نحرص على العدل على الشورى فليكن الاسم أي كان نحرص على المضمون وليس على الشكل وإلا فهذا المصطلح أخذته دول لا علاقة لها بالخلافة وسمت اسمها به".