القائمة

أخبار

مسؤول في مؤسسة الخط الرسالي الشيعية المغربية: نريد دخول غمار العمل السياسي ونفكر في تأسيس حزب جديد

بعدما أثار حديث العديد من وسائل الإعلام المغربية قبل أشهر عن حصول "الخط الرسالي" الذي يمثل الشيعة المغاربة المعتدلين، على الترخيص من أجل العمل بطريقة قانونية من خلال مؤسسة للدراسات تتخذ من مدينة طنجة مقرا لها، الكثير من الجدل، قال عصام الحسني، الذي يعد من بين أبرز الوجوه الشيعية في المغرب، وهو عضو مجلس إدارة مؤسسة "الخط الرسالي للدراسات والنشر"، ورئيس تحرير موقع "الخط الرسالي"خلال استجواب أجراه مع موقع يابلادي، إنهم يفكرون في دخول غمار العمل السياسي، عبر الانضمام لحزب سياسي أو تأسيس حزب جديد استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة. 

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

هل تريدون المشاركة في الانتخابات القادمة؟

سبق أن طرحنا مبادرة تقوم على ثلاث أسس ( الوحدة ، الحرية ، الاندماج الوطني) ، حيث  عبرنا من خلالها عن رغبتنا في دخول العملية السياسية من بوابتها الحزبية شريطة ضمان التوازن في معادلة ( الوحدة/الحرية) تجسيدا لمبادئ الدستور والتزاما بالتعهدات الدولة للمغرب .

الحوار الرسمي الوحيد الذي أعلنا عنه هو ذلك المتعلق بحزب الديموقراطيين الجدد، لكن هناك فعاليات حزبية من مختلف الاحزاب السياسية حاورتنا بشكل غير رسمي ولا تزال ، وإننا نتحفظ في الوقت الراهن عن تحديد تلك الجهات في انتظار تبلور رؤية وقناعة بجهة حزبية ما  أو إعلان فشل تلك الحوارات والتحول للسيناريو الآخر ( سيناريو بناء تجربة سياسية جديدة) وهو سيناريو لن يطرح كخيار ممكن إلا في الفترة الفاصلة بين الانتخابات الجماعية والبرلمانية وليس قبل الانتخابات الجماعية .

لماذا لم تلتحقوا بحزب ظريف رغم أنكم تحاورتم معه؟

لم نلتحق بحزب الدموقراطيين الجدد ، لان الحوار أصلا عقد في وقت متأخر قبيل المؤتمر التأسيسي، كما أن الأخبار التي وردت بعد المؤتمر وإلى الآن عن "حركات تصحيحية" جعلتنا نأخذ مسافة مع الحزب والنظر اليه من بعيد، رغم أننا نحترم الدكتور محمد ظريف ونعتبره من السياسيين الذين تخلصوا من داء "الايديولوجيا الضيقة".

هل شملت هذه الاتصالات حزب العدالة والتنمية؟

يمكنني القول إن حزب العدالة والتنمية غير مطروح كجهة حزبية يمكن الانخراط فيها لعدة أسباب فكرية وسياسية .

ما هو الحزب الأقرب إليكم؟

فكريا ننهل من رؤية حداثية للدين تدعو لمراجعة نقدية لكل الموروث الفكري واعادة النظر فيه، كما تدعو لنبذ العنف والتكفير والطائفية ..ومن الناحية السياسية ننتمي لرؤية وطنية تنتصر لقيم المواطنة وتعارض الخضوع للمؤسسات المالية الدولية والنزوع نحو الاستدانة الخارجية وتدعو لاعادة الاعتبار للقطاع العام وترفض سياسة رفع يد الدولة عن مسؤولياتها الانفاقية لفائدة الطبقات الفقيرة ..لذلك فنحن ان صح التعبير في موقع ( اليسار الاسلامي) واقصد باليسار هنا بالمعنى السياسي لا الايديولوجي ..ولو كان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حاضرا بقوة في الساحة الوطنية لكنا اليوم اعضاء فيه .

هل تفكرون في تأسيس حزب سياسي؟

إننا فضلنا خيار الاندماج في الاحزاب السياسية القائمة رغم علاتها ورغم كونها لم تقنع شريحة عريضة من الشعب المغربي العازف سياسيا ..لكن اذا انسدت آفاق الحوار السياسي من اجل الاندماج فاننا سنكون مضطرين لبناء تجربتنا السياسية ، لان ذلك حقنا الدستوري ولن يكون إلا حزبا وطنيا صرفا مراعيا لكل مقتضيات قانون الأحزاب السياسية.

تتحدث بعض الأخبار عن قرب انضمامكم لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية؟

هذا الأمر غير صحيح ، لم نقم بأي حوار مع هذا الحزب ، وغير وارد إطلاقا الانضمام لأي حزب من الأحزاب الإدارية ونحرص على أن نكون في صف الحركة الوطنية وما تفرع عنها من تشكيلات سياسية.

ما هي الإضافة التي ستقدمونها في حال دخولكم غمار العمل السياسي؟

إننا نعتقد أن شرائح عريضة من الشعب المغربي أصيبت بالملل من الرتابة التي أصابت العمل الحزبي المغربي بسبب تشابه الشعارات والبرامج وعدم تجديد النخب السياسية وضعف المصداقية والقرب مع المواطنين إلا في المحطات الانتخابية .

لأجل ذلك ، نعتقد أننا نملك القدرة على كسر الصورة النمطية لمفهوم الحزب السياسي لدى المواطن سواء من خلال الأولويات أو الممارسات أو حتى على مستوى شكل النخب الجديدة، حيث نعتقد أن إحياء الشق الثقافي في العمل السياسي أمر ضروري، وأيضا تفعيل البعد الاجتماعي للحزب وإعطاء دينامية قوية للدبلوماسية الموازية خدمة للمصالح العليا للبلد ليس فقط على مستوى قضية الصحراء بل أيضا استقطاب الاستثمارات الأجنبية المفيدة لا المستغلة لليد العاملة ولا التي لا تنقل التكنولوجيا الصناعية..كما أننا نعتقد أنه يجب إعطاء موقع متقدم للجالية المغربية بالخارج في هيكلية الحزب السياسي لأهميتها الإستراتيجية في التنمية والدفاع عن المصالح العليا للبلد بعيدا عن المقاربة السيئة للجالية كمورد تحويلات مالية فقط .

في حال تشكيل حزب سياسي هل تتوقعون أن تجدوا مكانا لكم في الخارطة السياسية المغربية؟

نعم، نعتقد ذلك كما نعتقد أن الإضافة الحقيقية للمشهد السياسي لن تحصل من خلال تعددية حزبية صورية ومفتتة بل من خلال تعددية قطبية تفرز المشهد السياسي على أساس برنامجي وليس على أساس شخصي وتقوي المنافسة السياسية ..أي أننا سنكون إلى جانب غيرنا ممن يتقاسمون معنا الرؤى ولو بشكل نسبي معتبر على أرضية ميثاق سياسي حد أدنى مشترك.