شنو هي المغزى من هاد اللغط، النعيق أو التهور؟ التأثير على حياة كل واحد منــّـا أو زرع الرعب أو الخوف فى جسم جميع المبدعين، المثقفين، الفنانين، الكتاب، الصحفيين، الأكاديميين، الممثلين إلخ، ولو فى الحقيقة جميع التيارات المحافظة أو المتطرفة هي اللي كاتخاف من الفن، لأنها ما عمــّـرها تفهمو، الرقابة على الأعمال الفنية كاتشكــّـل نتهاك صارخ لـحرية التعبير فى حق المبدع، ولو ما نتــّـافقوش معاه، ما غاديش نشوف فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك"، ولاكن غادي ديما ندافع عليه كمبدع، يعجبي الفيلم ولا ّ لا، هاد الشي كايعنيني غير أنا شخصيا أو ما غاديش نفرض ذوقي على الناس، لأن المحرمات أو أمثلة الفن المرفوض اللي كان ناجح من بعد لا تحصى، يمكن لينا نعتابروا "الخبز الحافي" من الروايات المغربية الناجحة لحد الآن فى المملكة، أو ما كاين حتى شي كاتب مغربي آخور عرف العالمية أو أتــّـرجم عملو لكثر من 45 لغة أجنبية بحال محمد شكري، سبق ليــّـا ترجمت "الخبز الحافي" فى عام 1983 أللغة الألمانية، ولاكن ما قـدّمتوش للنشر لأسباب شخصية، ميكايل آنجيلو، شيكسبير ذاقوا كذلك مرارة الرقابة، التنكيل، الإضطهاد أو التجريح ولاكن نالوا اليوما إعجاب الجميع، كاليلايو ثبت علميا أن الأرض كاتضور، شنو عملات الكنيسة؟ بحال الطالبان، منعات كتوباتـو أو حاولات تقتلو.

النازيين الألمان رفضوا، تلفوا أو منعوا أعمال فنية ديال باول كلي، ماكس فرانتس، فاسيلي كاندينسكي، ماكس أرنست إلخ، ولاكن اليوما كاتــّـباع لوحات هاد العمالقة فى فن الرسم بالملاير أو محبوبة فى جميع الدول اللي كاتحترم راسها، كاتقدّر الفن أو المبدعين، أمـّا حزب العدالة أو التنمية شنو جاب لينا؟ والو، غير الهضرة الخاوية أو الوعود الواهية، فينا هوما النتائج الملموسة، نقذ ملايين المغاربة من براثن الفقر المدقع؟ كاين مشاريع صناعية قصد تشغيل جيوش العاطلين؟ كاين تصور واضح المعالم فى ما يخص التدريس أو لغات التدريس؟ والو! كوريا الجنوبية مثلا، غير البارح كانت أفقر من المغرب فى الستينات، اليوما من أغنى الدول! أو راجع هاد النجاح بالأساس أللغة الحية، كيف كايتكلــّـموا كايكتبوا، بلا ما إعقــّـدوا الأمور، هاكدا كايسخـّـروا جميع رأس المال البشري.

الرقابة كتقتل الفن اللي هي فى العمق فرض قيود على أشكال جميع التعبيرات الفنية، أو ماشي غير البارح كانعرفوا الوظيفة اللي كاتقوم بيها الرقابة: عملية التفتيش فى عقولة الناس أو تهذيب الأخلاق، بالعنف الجسدي أوْ بقوة القانون إيلا قتضى الحال، هاجس الحكومات الإسلامية أو اللي باغيين يعطيـوْنا دروس فى "فضائل الوضوء" هي ديما السيطرة على أفكار أو ذوق الناس.

هاد الحزب اللي مللــّي جا أو هو كايتصارع مع الشعب "عن كامله"، يـلا ّه كايتفاهم مع الأنصار ديالو، خصـّو يعرف أن نتائج المنع غادي ديما تكون عكسية، لأن الناس عاد غادي يبغيوْا إشوفوا الفيلم أو من المحتمل أن مبدعين أوخرين غادي إقدّموا أعمال مستفزة كثر.

منع فيلم نبيل عيوش، بحال منع الأعمال الفنية من طرف النازيين العنصريين الألمان، كايدخول خانة الخوف أو الخطر الوهمي على الشعب، يعني ضروري تشوف كل حاجة بغينا بعينينا أو ماشي بعينيك، يعني بطريقة غير مستقلة، هاد الضرب من الوصاية أو الرؤية التوتاليتارية غادي تـأدّي بينا حتما ألــْـنظام الطالبان المرفوض، لأنه كايتعارض مع تاريخ أو ثوابت المملكة اللي كانت ديما ملجـأ آمن لجميع المتضطهدين، لا من مسلمين، إيهود ولا ّ موريسكيين، المملكة المغربية أرض الإعتدال، الإنفتاح على الآخر، التسامح، التعايش أو التعدد، أو اللي بغى شي نظام إسلامي متزمت أرض الله واسعة، بشرط: ما يرعجعش عندنا، أو إيلا بغى إيموت فى سبيل الله، ربـّي عيون، أمــّـا حنا كانحـماقوا على الحياة أو الدّرديك فى موازن أو غيرها من المهرجنات، الشعب المغربي شعب السلوان، البهجة أو "عطيني صاكي"، أو اللي بغى يبكي فى الجوامع حتى يضفيوْا عليه الضــّـو، يمشي للسعودية.

نبيل عيوش، ماشي عدو المغرب إيلا طالو المنع، غادي ديما يبقى طرف منــّـا، أو إيلا كانت أمــّـو إيهودية، أو من بعـد؟ فينا هو المشكل، أنــّـاقشوا أفكارو، ماشي الشخص، بحال شي واحد كاتورّيه القمر أو هو مـدّي الغاية للصبع.

لحد الآن ما سمعنا والو من أوزير الثقافة الصبيحي اللي فى الحقيقة "لا ثقافة له"، بحال إيلا ما معنيش بالأمر، خصـّـنا نسمــّيوه "التــّسبيحي"، لأنه غير أداة فى يد الإسلام السياسي اللي كـرّمو بمنصب كـبر منــّو بكثير، كيفاش ردّ السي "التسبيحي" الجميل ألـْـحزب العدالة أو التنمية؟ زوّدو بأكبر مرفق فى معرض الكتاب اللي داز، ضروري نعرفوا واش دفع الذراع الدعوي ديال حزب العدالة أو التنمية شي مقابل ولا ّ لا، علاش ما وفــّرش لوزير ألأحزاب أخرى مرافق خاصة بيهم؟ ولو كانعرفوا أن معرض الكتاب خاص بالكـتــّـاب أو الناشرين أو ماشي بالدعاية السياسية، هادا تحريف أو تحوير ألجوهر معرض الكتاب، هادي صفقة سياسية وسخة كاتدخول عالم المساومة أو البزناسة، "عطيني، نعطيك"، أو عاد بفلوسنا، الله إنـجــّـينا من الطـّـالبان أو اللي مشاركهم الطـّـعام.