ولم تجد الفتاة من وسيلة لإبعاد تساؤلات والديها حول أسباب غيابها عن البيت ليلة كاملة، الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، سوى نسج سيناريو محبوك ومثير لتبرير غيابها عن المنزل. فمن أجل إقناع أسرتها بحقيقة ما تعرضت له، تقدمت أمام الضابطة القضائية التابعة لأمن أنفا، وسجلت شكاية حول تعرضها للاختطاف والاحتجاز.
وادعت المشتكية، خلال الاستماع إليها من قبل الشرطة، أن رجلا وامرأة يرتديان لباسا أفغانيا، كانا وراء الحادث الذي انطلقت فصوله من أمام مقر عملها بوسط العاصمة الاقتصادية. كما ادعت أنها تلقت وهي في مقر عملها اتصالا هاتفيا، حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، يخبرها من خلاله شخص مجهول بأن والدتها تعرضت لوعكة صحية نقلت على إثرها إلى المستشفى، وأن المتصل عرض عليها اصطحابها لرؤية أمها، وهو ما استجابت له فورا دون أن تساورها أية شكوك حول الشخص الذي كان في انتظارها.
وأضافت في شكايتها أنها ركبت مع المتصل في سيارة رمادية اللون فوجدت بداخلها امرأة منقبة بلباس افغاني، وانطلقت الأخيرة في طمأنتها على صحة والدتها، قبل أن تفاجئها بوضع قطعة قماش على أنفها، لتفقد وعيها مباشرة. وقالت إنها استفاقت نفسها داخل منزل مكبلة اليدين وقد وضع لها لصاق على الفم، واستمر احتجازها لليلة كاملة دون أن تستوعب سبب ذلك، إلى أن جرى إخلاء سبيلها صباح اليوم الموالي، حيث أعادها المختطفان على متن السيارة نفسها، وأخبراها أنها اختطفت عن طريق الخطأ.
غير أن التحقيق الذي قامت به الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن أنفا، أكد زيف ادعاءات الفتاة، بعد الوقوف على مجموعة من التناقضات في أقوال الضجية.
واعترفت بعد ذلك أن القضية مجرد سيناريو من خيالها، قامت بحبكه بعدما قضت الليلة رفقة خليلها، بمسكنه، وتم اعتقالها وإيداعها سجن عكاشة يوم الجمعة الماضي، بتهمة "البلاغ الكاذب"، فيما توبع خليلها في حالة سراح.