وقال اليزمي في مقابلة مع وكالة الأناضول "ليس هناك خيار لدى دول الشمال سوى التعامل مع دول الجنوب في مجال الطاقات المتجددة، خاصة المغرب لأنه يتوفر فيها الشمس والرياح من أجل مساعدته بهدف جعل البلد يصدر الطاقة المتجددة ".
وأضاف الخبير الدولي أن المغرب قادر على تصدير الطاقة مستقبلا، معتبرا أن العديد من البلدان أعلنت استعدادها لخلق شراكات في هذا المجال معه، خصوصا الدول الأوروبية.
وأوضح أن جميع الدول العالمية تهتم بالطاقات المتجددة، خصوصا أن المحروقات( النفط والغاز) تعرف تراجعا في مخزوناتها بشكل تدريجي، وهو ما يتطلب ايجاد بدائل تتمثل في الطاقات الجديدة، التي تتميز بكلفة أقل وغير مؤثرة على البيئة.
وقال اليزمي، أنه علي المغرب استغلال توافر الطاقة الشمسية والهوائية من أجل الاستثمار في الطاقات المتجددة، ﻷن ذلك سينعكس ايجابا على المستوى الاقتصادي ويخلق فرص عمل من جهة، والتمكن من الحفاظ على البيئة من جهة أخرى، مشيرا إلي ضرورة الاستعداد من الناحية التقنية من أجل الانخراط في هذه المشاريع فضلا عن توفير موارد بشرية مؤهلة من مهندسين وأطر عاملة في الابحاث العلمية.
وأعلنت الحكومة المغربية، في نوفمبر 2009، عن إستراتيجية لتشييد أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية بمدينة ورزازات بميزانية تناهز 9 مليارات دولار.
ويهدف المغرب من خلال العديد من الاستثمارات الكبيرة في مجال الطاقات المتجددة التخفيف من تبعية البلاد للخارج في مجال الطاقة، خصوصا أنه يستورد نحو 95 % من حاجيات الطاقة .
وانطلق تشييد المحطة الأولى من مركب الطاقة "ورزازات"، من أصل خمس محطات، في مايو/ أيار 2013 بتكلفة تعادل 817 مليون دولار.
ومن المنتظر أن ينطلق إنتاج الكهرباء بمحطة وارزازات عام 2015 بقوة إنتاجية في حدود 160 ميجاوات، بالنسبة للمحطة الأولى، ويأمل المغرب في أن يبلغ إنتاج 5 محطات بهذه المدينة 500 ميجاوات.
ويتضمن مشروع الطاقة الشمسية المغربي أيضا بناء محطات بمدن العيون وبوجدور وطرفاية، وعين بني مطهر.
وتهدف الحكومة المغربية إلى انتاج 2000 ميجاوت من جميع محطات الطاقة المتجددة بحلول 2020.
وبشأن أهمية الطاقة المتجددة بالدول من الناحية الاقتصادية، قال اليزمي إن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، سوف يخلق العديد من مناصب العمل، وينعكس ايجابا على الاقتصاد، مشيرا إلي أن البديل الوحيد مستقبلا في مجال الطاقة هو الطاقات المتجددة .
ودعا إلى توجيه الاهتمام للطاقات المتجددة، وتوفير الشروط حتى يتسنى للدول الاستثمار في هذا المجال، مشددا على ضرورة إيجاد طاقة للمستقبل، لا تنعكس سلبا على البيئة.
وبشأن الطاقات المتجددة ووسائل المواصلات، أفاد اليزمي، أن هناك امكانية الاستعمال الكبير للسيارات الكهربائية مستقبلا.
والباحث المغربي رشيد يزمي فاز في يناير، بجائزة تشارلز ستارك درابر 2014 التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن، اعترافا بأعماله في مجال تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن، قبل 30 سنة، وتسلم الجائزة التي تبلغ قيمتها 500 ألف دولار يوم 18 فبراير شباط الماضي بالعاصمة الأمريكية.
وفاز بهذه الجائزة، التي تعتبر بمثابة جائزة نوبل بالنسبة للمهندسين، مناصفة مع كل من الباحثين اليابانيين يوشيو نيشي وأكيرا يوشينو والباحث الأمريكي جون بي كود إناف.
وساهمت هذه الأبحاث في ابتكار أول بطارية ليثيوم قابلة للشحن، التي طورت قطاع الإلكترونيات المحمولة، حيث تم صنع 12 مليار بطارية سنة 2012 على الصعيد الدولي.
وحصل اليزمي على أزيد من 50 براءة اختراع وأزيد من 200 إصدار علمي، وسبق أن شغل اليزمي منصب أستاذ زائر بجامعة كيوتو، ثم بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بلوس أنجليس، ويعمل حاليا أستاذا في شعبة الأبحاث الطاقية بجامعة نانيانغ للتكنولوجيا بسنغافورة.