وأوضح الباحث المغربي في معهد الدراسات الأفريقية بالرباط في حديث لوكالة الأناضول أن "المغرب ليس مهددا من الجماعات الجهادية كــ(داعش) و(جبهة النصرة) لأنها تدعو كل الشباب المسلم إلى الهجرة والجهاد في المشرق نحو العراق وسوريا، وهذا لا يعني أن المغرب مهدد بهذه الجماعات".
ومضى قائلا: "قد تكون هناك أخطار كما لكل الدول أخطار، وقد تكون هناك عودة لبعض الأفراد مع مخططات ربما لتهديد الأمن المغربي، ولكن على المستوى المتوسط أو البعيد ليس هناك تهديد للمغرب من طرف هذه الحركات".
وأضاف "باستثناء تونس وليبيا لا أعتقد أن منطقة شمال إفريقيا معرضة لداعش، لأن مخطط داعش هو بالخصوص موجه إلى الشرق الأوسط أكثر من المغرب الكبير (تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا)".
العجلاوي قال أيضا "عدد كبير من العائدين من سوريا تم اعتقالهم وأودعوا في السجن، وأصدروا بيان عبروا فيه عن حبهم لوطنهم المغرب، وأنهم لا يكنون له أي سوء أو مكروه، ولا يهيؤون أي مخطط لضرب استقرار المغرب، وعلى الدولة المغربية أن تستغل هذا التوجه، وأن تستوعب "الداعشيين" المغاربة أو المنتمين إلى جبهة النصرة".
وأضاف: "المغرب نجح في ما يسمى تأهيل الحقل الديني، وأصبحت تجربته مطلوبة في كل دول المنطقة الآن، وسمعنا أن الصومال أيضا طلبت التجربة المغربية باعتبارها تجربة رائدة في هذا المجال، فما بالك لو أن المغرب سلك توجها جديدا باستقطاب وتأهيل العائدين من داعش ومن جبهة النصرة"، مضيفا "هذا قد يعطي نموذجا مغربيا جديدا فيما يخص معالجة ظاهرة الجهاديين".
وعن دعوة وزير الدفاع الفرنسي الأخيرة، جون إيف لودريان، للتدخل في ليبيا، قال الباحث المغربي "هذه التصريحات يمكن وضعها في سياق أن فرنسا تريد أن تضع نفسها في قلب الأحداث، وبالخصوص في منطقة الساحل والصحراء، ولكن في الحقيقة هي تصريحات موجهة الى الرأي العام الداخلي الفرنسي ".
وردا على سؤال حول مشاركة المغرب في ذلك التدخل من عدمه، قال العجلاوي "المغرب لا يكشف عن خططه العسكرية، ولا يكشف عن تعداد قواته، وكل ما يتعلق بتحركات الجيش المغربي تظل في قفل مقفل".
وتابع: "طرح الأمر كذلك في التدخل الفرنسي في مالي (يناير/ كانون ثاني 2013)، فهناك من يقول أن الجيش المغربي تدخل في شمال مالي وهناك من يقول إن الجيش المغربي كان غائبا في هذه المرحلة أو هذه الخطة، فإذن يصعب الإجابة عن هذا السؤال".
يذكر أن 900 مغربي ينضوون تحت لواء "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا.
وأعلن أوباما، الأربعاء الماضي، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم اينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
واجتمعت في مدينة جدة السعودية (غرب)، الخميس الماضي، 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، لبحث مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتنامت قوة تنظيم "الدولة الإسلامية" وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق في يونيو/حزيران الماضي، قبل أن يعلن في نفس الشهر تأسيس ما أسماه "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته.