القائمة

أخبار

بنكيران: لاننتمي للإخوان المسلمين ولسنا تيارا دينيا..وعلى الجزائر مراجعة حساباتها

تحدث رئيس الجكومة عبد الإله بنكيران في حوار خص به موقع قناة "الحرة" الأمريكية الإلكتروني، نشر اليوم الجمعة، عن العلاقات الأمريكية المغربية، وعن الخلافات مع الجزائر، كما تطرق إلى الوضع الحالي في مصر، ووجه سهام نقده باتجاه الصحافيين، متهما بعضهم بعدم المهنية. 

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

العلاقات المغربية الأمريكية

رد بنكيران على سؤال حول تقييمه للعلاقات المغربية الأمريكية، بالقول إن العلاقات بين الولايات المتحدو والمغرب قديمة جدا، وأن المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا، ورغم ذلك يضيف بنكيران، فمن الناحية الاقتصادية "يمكن أن نقول إن العلاقات محدودة، فقد كانت في مرحلة من المراحل لا تتجاوز بضعة ملايين من الدولارات".

فبالرغم من وجود اتفاقية للتبادل الحر فقد "ارتفعت التجارة بين البلدين، لكن لا تزال محدودة. ربما الجانب الأميركي استفاد أكثر من هذه الاتفاقية، لأنه كان مستعدا. فالدخول إلى السوق الأميركية يتطلب مهارات وكفاءات لا تتوفر بعد لكثير من الشركات المغربية. اليوم أصبحت طريقة تجاوز هذا الاختلال موضوع دراسة".

العلاقات المغربية الجزائرية

قال بنكيران في ذات الاستجواب إن العلاقات بين المغرب والجزائر لا تحتاج إلى فتح صفحة جديدة، بل إن على الجزائر الرجوع "إلى الصفحة الأصلية. تاريخنا مشترك. نحن شعبان متقاربان جدا. نشترك في اللغة والدين..".

وأضاف بنكيران قائلا "الجزائر تتذرع بحدث وقع في 1994 بعد هجوم شخص جزائري أو مدفوع من الجزائر على فندق في مدينة مراكش وإغلاق المغرب حدوده مع الجزائر آنذاك. هذا حدث قبل 20 سنة. هل مسموح بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين متلاحمين أن يستمر قطع الرحم؟ هذا غير طبيعي. أوروبا تسمح بمرور الأشخاص والبضائع ونحن نريد أن يكون لنا توازن مع القارة الأوروبية بينما لا أستطيع (مثلا) السفر إلى الجزائر براً".

وعن المطالب المغربية من الجزائر قال بنكيران "نحن لا نطلب من الجزائر شيئا. نطلب منهم فقط أن يحكّموا العقل والمنطق والمبادئ التي تجمعنا ويتصرفون وفقها. ولو فعلوا هذا لفتحوا الحدود اليوم قبل الغد".

علاقة بنكيران مع الملك

أوضح بنكيران أن علاقته مع الملك محمد السادس جيدة جدا "ونحن مقتنعون بشيء: الملكية في المغرب هو شيء تقليدي وقديم. هذه الأسرة حكمتنا لمدة أربعة قرون. المغاربة معجونون مع الملكية. يفهمونها ويستوعبونها كنظام لهم".

واسترسل قائلا "ولا يمكن أن ينجح المغرب بدون تعاون بين المؤسسة الملكية والبرلمان والحكومة. وهذا هو توجهنا: أن تكون علاقتنا مع المؤسسة الملكية على أفضل ما يرام، وخصوصا أنا".

وعن الاتهامات الموجهة إليه بالتنازل عن صلاحياته الدستورية قال "حين أذكر الصحافيين أنه الملك رئيس الدولة وأن صلاحياته واضحة في الدستور لا يجدون جوابا. وأنا على كل حال أقول: النصوص مهمة، لكن روح العمل الودي مع جلالة الملك أهم بكثير من أن يكون النص لهذه الجهة أو للأخرى".

وأكد أن "حزب العدالة والتنمية ليس حزبا حاكما في المغرب. هذا خطأ. نحن حزب يترأس الحكومة فقط، ورئيس الدولة المغربية هو جلالة الملك، وفي نفس الوقت هو أمير المؤمنين، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية. فالصلاحيات الأساسية للحكم توجد بيد المؤسسة الملكية. نحن نترأس الحكومة ولدينا صلاحيات محددة في الدولة".

علاقة بنكيران مع الصحافة

رد عبد الإله بنكيران على سؤال حو علاقته المتشجنجة مع الصحافة المغربية مؤخرا بالقول "الصحافيون ليسوا سواء، بعضهم يشتغل بمهنية وبعضهم يأخذ عمولات ويكتب ضدي تحت الطلب..أنا شخصيا ليس لدي أي مشكل مع الصحافة، لكن حين أرى بعض الصحف والصحافيين يروّجون أخبار غير صحيحة لا أفهم وأنزعج وأرد عليهم. يقولون: لماذا يرد علينا رئيس الحكومة يجب أن يكون مترفعا عن الرد. وأنا أقول: سأرد عليكم".

ونصح الصحافيين ب"الخروج من الغرور، فالصحافة ليست مقدسة. الذين يشتغلون في هذه المهن أشخاص يصيبون ويخطئون. بعضهم نيتهم سيئة وآخرين نيتهم حسنة. بعضهم يأخذ عمولات ويكتب تحت الطلب. وبعضهم يشتغل بمصداقية ومهنية. الصحافيون ليسوا سواء".

الاعتقال السياسي باالمغرب

رد بنكيران على الجمعيات الحقوقية التي تتهم حكومته بكبت الحريات والاستمرار في الاعتقال السياسي، بالقول "المغرب ليس هو سويسرا. هذا صحيح. لكن أتحدى أي شخص أن يخرج ويعطينا حالات عن شخص نزل إلى الشارع وعبر عن رأيه وتم اعتقاله. بطبيعة الحال حينما يتم خرق القانون، فهذا شيء آخر. والمغاربة يكتبون وينتقدون من بدا لهم، خصوصا رئيس الحكومة الذي ينال النصيب الأكبر من هذه الانتقادات".

ونفى بنكيران وجود اعتقالات بسبب قناعات سياسية، "لكن هناك أشخاص لديهم أفكار سياسية ويقعون في مخالفات ويدخلون السجن، وهذا بطبيعة الحال موجود".

حزب العدالة والتنمية وإخوان مصر

نفى عبد الإله بنكيران وجود أي علاقة لحزبه بتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وقال "لم ننتمي في يوم من أيام حياتنا لهذه المدرسة كتنظيم"، وعن وجود اتصالات بين حزبه والإخوان المسلمين قال "دائما نلتقي في المؤتمرات وغيرها، لكن أن يكون لنا انتماء للتنظيم فهذا لم يكن موجودا. نحن حركة نشأنا في المغرب بطريقة مستقلة وباجتهادات خاصة في مختلف المجالات. أبدا لا ننتمي إلى تنظيم الإخوان".

كما رفض بنكيران إعطاء تقييم لفترة حكم الإخوان في مصر، واكتفى بالقول "تلك مرحلة انتهت. الناس الآن في محنة، وأنا لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع، لكن يمكن أن أشير إلى أن تقييم هذه المرحلة سيأتي بعد أن يتضح بالضبط ما الذي وقع. تعرفون أن المهم بالنسبة للدول هو الخروج من الأزمات التي تعاني منها، وهذا ما نتمنى اليوم لمصر".

كما رفض تقديم نصيحة لتنظيم الإخوان المسلمين ورد قائلا "لا سامحني. كرئيس حكومة في دولة منفصلة لا يمكن أن أقدم أي نصيحة لجهة أخرى".

بنكيران والاستثناء المغربي

وقال رئيس الحكومة في رده على سؤال حول الاستثناء المغربي "في حقيقة الأمر المغرب استثناء في العالم العربي والإسلامي منذ فجر التاريخ، ونحن نعيش بطريقة مستقلة منذ 12 قرنا. نحن لم نخضع للخلافة العباسية ولا العثمانية، وكان لنا مسارنا وتاريخنا الخاص. ومنذ الاستقلال 1956 وصلتنا من الشرق تيارات كثيرة (يسارية، قومية، إسلامية متشددة) عشنا معها وتعاملنا معها بطريقتنا الخاصة واستفدنا منها وعانينا منها، أيضا، ولكن في حدود".

وأضاف أنه فيما "يخص الربيع العربي، فقد انفجر الوضع بعد أن فقدت الشعوب الثروة والكرامة. وهذا الانفجار حدث في المغرب لكن بمقدار. والشارع فضل التغيير في إطار الاستقرار وليس المغامرة بالنظام. وقد استجاب جلالة الملك محمد السادس بطريقة سريعة وراقية. منذ ذلك إلى اليوم والشارع المغربي هادئ ومستقر".