تفعل ذلك، عندما يحدث أن ننقاد بسحر السهولة والإختصار، لانتظار ما ستقوله الأغلفة الصقِيلة لمجلات آخر العام.
وتفعل ذلك، عندما تجدنا مشدوهين – ببداهة - لقوائم المتنافسين على اللقب الذي لا تتعدى مدة صلاحيته أكثر من يومين وليلة: لقب رجل السنة.
الإنجرار وراء هذا التمرين، قد يجعلنا في السياسة نستطيع بيسر إعادة تعريف 2013 كخريف طويل ملئ بالضجر، أو على الأقل كمحاولة حثيثة لمحو ما تبقى من أثر لعام 2011.
بهذا المعنى تبدو «2013»، كاستئناف لاطمئناننا الراسخ بعمق اسثتنائنا المغربي، كانتصار على مفاجآت الطارئ وهشاشة العابر، كعودة حتمية لإيقاعنا الخاص بعيدا عن جلبة الخارج والمحيط.
درس 2013، قد يكون مؤلما وقاسيا، كمتوالية من الخيبات. لكن الواقع لا يرتفع كما يُقال، البلاد فقدت قدرتها على الحلم الجماعي، وعادت إلى تدبير الصراعات بنفسٍ مُغرقٍ في اليومي، وبضحالة غير مسبوقة، في اللغة والأسلوب والوسائل.
الحكومة المرتقة، قضت نهائيا على «فكرة» انتخابات 2011، وعادت بالشأن العام إلى سابق حضيضه: مزيج كريه من إيديولوجيا تفوق التقنوقراط، سطوة العائلات والمال، واحتقار الحزبية والسياسة.
الرسائل التي حملها التفويض الشعبي قوّضت تماما، فالمشاريع «المجتمعية» والإنتخابية «المتناقضة»و»العميقة»، عُوّضت بتسويات صغيرة وسريعة حول المناصب والوزارات.
فيما اقتربت حكاية التنزيل الديمقراطي للدستور، من التحول إلى أسطورة. الحقيقة أن الفاعلين حوّلوا هذه الوثيقة إلى نص للإستئناس. النصوص لا تهمّ في بلادي. ما يهمّ، هو الثقة والتطبيع والتوافق والقرب من الدولة، والباقي مجرد كلمات على هامش المتن.
في المجمل، وخارج العودة «المشهدية» لمثقف كبير واسثتنائي هو عبدالله العروي، ولحظة الفرح الفادح التي فجّرها الرجاء البيضاوي وهو يضخ مزيدا من كهرباء الانتماء الوطني في الشرايين المتكلّسة لهويتنا الجمعية، وصعود المناضلة خديجة الرياضي لمنصة التتويج الأممي لقطف جائزة رفيعة لحقوق الإنسان. يمكن بغير قليل من المجازفة الإنتهاء إلى أن سنة 2013، سنة للنسيان.
بهذا المنطق، لا بأس من أن يحمل السُّذّجُ منا، قليلا من الأسئلة لحفلات نهاية السنة:
ما السرُّ في كون هذا الربيع المغربي سريع العطب؟، وهل تكفي سنتان لكي تؤول نَضَارَتهُ إلى خريف شاحبٍ؟ تبدو البلاد فيه منخرطةً بخشوع طقوسي في تراجعات ممنهجة عن روح «2011».