سيظل يوم أمس السبت 15 مارس 2025، محفورا في ذاكرة الحارس الدولي المغربي منير المحمدي، إذ كان هذا اليوم شاهدا على إحرازه على أول لقب في مسيرته الاحترافية.
وقاد المحمدي فريقه نهضة بركان إلى الفوز بأول بطولة له في الدوري المغربي، وذلك قبل خمس جولات من نهايته، إثر تعادله مع فريق اتحاد تواركة بهدف لمثله، برسم الجولة 25 من البطولة الاحترافية المغربية.
وكان المحمدي قد انتقل بشكل مفاجئ إلى نادي نهضة بركان خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية بعقد يمتد لموسمين في صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده نادي الوحدة السعودي.
وقدم المحمدي موسما استثنائيا، ولم تدخل شباكه سوى عشرة أهداف، وهو رقم يوضح إمكانياته ومساهمته الكبيرة في وصول الفريق البرتقالي إلى منصة التتويج.
من أوروبا إلى آسيا ثم إفريقيا
وقبل انضمامه إلى نهضة بركان، لعب المحمدي المولود في في العاشر من ماي سنة 1989 في مدينة مليلة، للعديد من الأندية، وتدرج انطلاقا من الهواة، وبدأ مسيرته الكروية في سنة 2010 رفقة نادي مليلية، وبعد اربع سنوات اكتشف نادي نومانسيا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الاسباني موهبة الحارس المغربي، ووقع معه عقدا لمدة سنتين، وبعد مدة وجيزة صار واحدا من ركائز الفريق، وهو ما جعل إدارة النادي تتشبت ببقائه، وفي سنة 2018، أصبح المحمدي أول لاعب في صفوف النادي يلعب في نهائيات كأس العالم.
وفي سنة 2019، وقع عقدا مع نادي ملقة لمدة أربع سنوات، وكان النادي قد هبط إلى دوري الدرجة الثانية، ولعب المحمدي كحارس أساسي في الفريق، وفي الموسم الثاني تلقى جائزة زامورا لأفضل حارس في المسابقة. لكن ورغم تألق الحارس المغربي إلا أن النادي لم يتمكن من استعادة مكانته ضمن كبار الليغا الإسبانية.
وفي شتنبر 2020، كان المحمدي على موعد مع مغامرة جديدة، إذ انتقل إلى نادي هاطاي سبور التركي الذي صعد حديثا للدوري الممتاز، بعقد يمتد لأربع سنوات، وكان الفريق يعول على حارسه الجديد للحفاظ على مكانته في الدوري الممتاز، وهو ما تأتى بعد أن أنهى الفريق البطولة في المرتبة السادسة، وفي الموسم الثاني حافظ أيضا على مكانته بعد حلوله في المركز الثاني عشر.
وفي الموسم الموالي قرر المحمدي الانتقال إلى الدوري السعودي، وانضم إلى نادي الوحدة الصاعد حديثا أيضا إلى الدوري الممتاز، وقاده إلى نهائي كأس السعودية.
وفي فترة الانتقالات الصيفية الماضية التحق المحمدي بفريق نهضة بركان، ليقوده هذا الموسم إلى إحراز أول لقب للبطولة الوطنية في تاريخه.
مسيرة دولية حافلة
يعد منير المحمدي من اللاعبين الحاضرين بانتظام في قائمة المنتخب الوطني المغربي. واستدعي أول مرة لتمثيل أسود الأطلس في عهد المدرب وحارس المرمى الشهير بادو الزاكي في مارس من سنة 2015، وشارك في أول لقاء ضد منتخب الأوروغواي.
بعد ذلك أصبح الحارس الأول لأسود الأطلس، ومع قدوم المدرب هيرفي رونار حافظ على مكانته الرسمية، وشارك في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017 وفي النهائيات، إضافة إلى تصفيات كأس العالم 2018، التي كان الحارس الوحيد فيها الذي أوصل بلاده إلى النهائيات دون أن تتلقى شباكه أي هدف.
وشارك حارسا أساسيا في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، وقدم أداءا جيدا رغم خروج المنتخب من الدور الأول، وبعد ذلك فقد المحمدي رسميته في المنتخب لصالح ياسين بونو، لكنه ضل دائم الحضور مع المنتخب، وكان من بين اللاعبين الذين ساهموا في وضول المنتخب المغربي لنصف نهاية كأس العالم 2022 بقطر، حيث لعب في المباراة الثانية لأسود الأطلس بكأس العالم ضد بلجيكا، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه، بعد ان انتهت المباراة بفوز المغرب بهدفين دون رد.
وكان المحمدي من اللاعبين الثلاثة فوق السن القانوني الذين استداهم المدرب طارق السكتيوي للمشاركة في الألعاب الأولمبية الأخبرة بباريس، وقاد المنتخب المغربي لإحراز الميدالية البرنزية للمرة الأولى في تاريخه.
مع تقدمه في السن، يواصل المحمدي إثبات أنه لا يزال أحد أفضل الحراس في إفريقيا، حيث يجمع بين الخبرة والمهارة. وينتظر أن يكون ضمن تشكيلة المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا 2025 التي سيحتضنها المغرب.