القائمة

أخبار

مول الحوت.. بائع السمك الكاريزمي الذي أسر قلوب المغاربة

مول الحوت، بائع سمك شاب من مراكش، اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي بأسعاره المنخفضة للأسماك. وبينما يعترض المهنيون على إمكانية تحقيق أسعاره، فإن نجاحه أعاد إشعال النقاش العام حول التضخم، والقدرة الشرائية، ودور الوسطاء في ارتفاع أسعار الغذاء، وذلك بفضل كاريزميته ومهاراته التواصلية الحادة.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 4'

على وسائل التواصل الاجتماعي، الجميع يتحدث عن مول الحوت، بائع السمك الشاب من مراكش الذي اجتاح الإنترنت بأسعاره رخيصة.  اشتهر ببيع السردين—أرخص أنواع المأكولات البحرية للعائلات المغربية—بسعر خمسة دراهم للكيلوغرام الواحد، ما جذب اهتمامًا كبيرًا.

وقد شكك المهنيون في قطاع الصيد في هذه الأسعار، حيث تساءل البعض عن جودة منتجاته، بينما شكك آخرون في صحة مزاعمه.

لكن مول الحوت، واسمه الحقيقي عبد الإله العجويط، يؤكد أنه يمتلك جميع الوثائق الرسمية التي تثبت صدق كلامه. وفي العديد من مقاطع الفيديو مع وسائل الإعلام المحلية، يقسم على جودة منتجاته ويؤكد أنه "يكشف" ما يسميهم "المضاربين والوسطاء" الذين يتسببون في ارتفاع أسعار الأسماك.

ملء الفراغ

بغض النظر عن مدى واقعية طرق شرائه وأسعاره، والتي يعتبرها الكثيرون غير ممكنة أو غير واقعية، فقد نجح مول الحوت في لفت الانتباه إلى قضية تهم الرأي العام: الأسعار والتضخم.

يقول خبير وسائل التواصل الاجتماعي المغربي مروان هرماش إن ظهور هذا البائع الشاب ومقاطع الفيديو الخاصة به قد سد فجوة بين صناع القرار والمواطنين.

لطالما كان ارتفاع الأسعار والتضخم مصدر قلق للمغاربة، لكنه ليس بالضرورة محور النقاش العام عبر الإنترنت. وأوضح "في هذا السياق، فإن ظهور بائع سمك محترف يتحدى الأسعار السائدة يشكل صدمة للرأي العام، والسياسيين، وحتى للمهنيين في القطاع".

يرى هرماش أن ظهور مول الحوت ورسائله تعالج قضايا مثل القدرة الشرائية والتضخم، وهي مواضيع نادرًا ما تتصدر النقاش العام في وسائل الإعلام أو على منصات التواصل الاجتماعي.

إلى جانب إثارة قضايا تهم المغاربة، فقد أشعلت مقاطع الفيديو الخاصة به جدلًا حقيقيًا في الفضاء الرقمي. وأشار إلى أن "أفعاله لفتت انتباه وسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية، والسياسيين، مما دفعهم إلى الرد وتبرير أدوارهم في ارتفاع أسعار الأسماك، وخاصة السردين".

شخصية مؤثرة بمهارات تواصلية حادة

يعلق هرماش قائلًا إن كل هذا لم يكن ليحدث لولا "مهارات مول الحوت الممتازة في التواصل وكاريزميته". ويضيف: "يمتلك مول الحوت صفات لا يمكن إنكارها"، واصفًا إياه بـ "الذكي، الكاريزمي، والقادر على التواصل بطلاقة وبأسلوب ترفيهي".

وواصل "تكمن موهبته في قدرته على جذب الجمهور والتفاعل معه من خلال كلماته، ومعرفته الدقيقة بكيفية إثارة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي".

ما يجعل محتوى مول الحوت أكثر تأثيرًا هو أنه، إلى جانب كاريزميته، يعد تاجرا  ذو نموذج تجاري يتحدى النماذج التقليدية.

وأضاف هرماش "أسلوبه، مهاراته التسويقية، وقدرته على تقديم نفسه عبر الإنترنت تشبه قصص نجاح الشركات الناشئة في الاقتصادات الكبرى. لقد تمكن مول الحوت من أن يصبح ظاهرة على الإنترنت لأنه يقدم حلًا، بغض النظر عن مدى إمكانية تطبيقه. "إنه يجيب على سؤال ملح بالنسبة للمغاربة"، وهو الأسعار.

التضخم وارتفاع الأسعار: مصدر قلق حقيقي للمغاربة

علاوة على ذلك، بدأ تجار آخرون على الإنترنت باتباع خطاه، مثل مول البيض، الذي يتحدى الآخرين لبيع البيض بأسعار أقل بكثير من أسعار المنافسين.

يقول مروان هرماش "إنها تطورات إيجابية"، مشبهًا ذلك بـ "إلقاء حجر في مياه راكدة—فهو يخلق حركة". ويأمل أن "يشجع ذلك على استمرار التشكيك في الممارسات عبر مختلف القطاعات التي تسهم في التضخم وارتفاع الأسعار".

إن الوضع الاقتصادي والمناخي الحالي، الذي يتميز بارتفاع الأسعار، والجفاف، والتحديات الأخرى، أدى إلى إلغاء عيد الأضحى هذا العام.  ويرى هرماش أن هناك ارتباطًا بين الأمرين. "من المحتمل أن هذا القرار نابع من مخاوف تتعلق بالأسعار، خصوصًا أسعار الماشية، مما يرسل رسالة واضحة مفادها أن ارتفاع الأسعار يمثل مصدر قلق حقيقي للمغاربة".

سواء كان بإمكانه فعلًا بيع السردين بخمسة دراهم، أو أن الأمر مجرد حيلة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد نجح مول الحوت في إعادة فتح النقاش حول الارتفاع الكبير للأسعار والتضخم، وذلك قبيل شهر رمضان، وهو الشهر الذي يشهد ارتفاعًا في معدلات الاستهلاك لدى المغاربة، مما يؤدي غالبًا إلى ارتفاع الأسعار.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال