بعد أكثر من أربع سنوات من الجدل حول الدراسة التي نشرها البروفيسور الفرنسي ديدييه راوول مدير معهد المستشفى الجامعى للأمراض المعدية فى مرسيليا بخصوص استخدام الهيدروكسي كلوروكين لعلاج فيروس كورونا، تم يوم أمس الثلاثاء الإعلان رسميا عن أنها لا تفي بالمعايير العلمية وأنها غير صالحة.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن مجلة International Journal of Antimicrobial ، التي نشرت الدراسة باسم معهد المستشفى الجامعى للأمراض المعدية فى مرسيليا أعلنت أنه "تم إبطالها" بشكل رسمي.
وأوضحت إلزفير ( Elsevier) وهي دار نشر مخصصة لنشر الكتب والدوريات الطبية والعلمية، والتي تنشر المجلة أن هناك "مخاوف أثيرت" تتعلق باحترام "أخلاقيات النشر"، و"السلوك المناسب للبحث الذي يشمل المشاركين البشر"، بالإضافة إلى مخاوف أثيرت من قِبَل ثلاثة من المؤلفين تتعلق بالمنهجية والاستنتاجات.
ووقع الدراسة التي ثبت عدم صحتها، 18 مؤلفاً، من بينهم فيليب غوتريه، الذي كان أستاذاً بمعهد المستشفى الجامعى للأمراض المعدية فى مرسيليا، وديدييه راوول، وكانت تهدف إلى إثبات فعالية الهيدروكسي كلوروكين مع مضاد حيوي (الأزيثروميسين) ضد كوفيد-19.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أثارت آمالاً كبيرة بعلاج المرض، إلا أنها تعرضت سريعاً لانتقادات من علماء آخرين وخبراء في الأخلاقيات بسبب أخطاء محتملة أو حتى تلاعبات، وهو ما أكدته لاحقاً تحقيقات السلطات الصحية وبعض وسائل الإعلام.
أثبتت الدراسات العلمية اللاحقة أن الهيدروكسي كلوروكين غير فعال ضد كوفيد-19، وأن استخدامه ارتبط أحياناً بآثار جانبية خطيرة، خاصة على القلب. وأوضحت " إلزفير" أنها استعانت بخبير مستقل متخصص في أخلاقيات النشر لإجراء تحقيق مفصل حول الدراسة، والذي كشف عن انتهاكات كبيرة لقواعد البحث والنشر، فضلاً عن تلاعبات في تفسير النتائج. كما أكد أن المؤلفين لم يقدموا دفاعاً مقنعاً لدحض هذه الادعاءات.
وصفت جمعية الصيدلة والعلاج الفرنسية (SFPT)، التي يرأسها البروفيسور ماثيو موليمارد، الدراسة بأنها "حجر الأساس لفضيحة عالمية"، ورحبت بإبطالها باعتباره "اعترافاً متأخراً ولكنه أساسي بانحرافات علمية عرضت حياة المرضى للخطر". كما دعت الجمعية إلى مراجعة أوسع للأبحاث التي أُجريت تحت إشراف البروفيسور ديدييه راوول، وخاصة تلك المتعلقة بالهيدروكسي كلوروكين.
يذكر أن المغرب كان يعتمد الهيدروكسي كلوروكين ضمن البروتوكول العلاجي للمصابين بفيروس كورونا، ووصل الأمر إلى حد سحبه من الصيدليات من أجل تخصيصه لمواجهة الوباء، كما سبق لوزارة الصحة المغربية أن قررت تعميم علاج الكلوروكين على كل حالة محتملة إصابتها بفيروس كورونا المستجد تظهر عليها الأعراض، دون انتظار النتائج المختبرية.
وسبق لوزير الصحة السابق خالد آيت الطالب، أن برر في البرلمان الاعتماد على العقار الذي يستعمل عادة للوقاية ولمعالجة الملاريا، بوجود دراسات سريرية أشرفت عليها الوزارة حول استعمال الكلوروكين أعطت نتائج جد إيجابية.