القائمة

أخبار

هل حقًا بارديلا وحزب التجمع الوطني أصدقاء للمغرب ؟ [افتتاحية]

في المغرب، يتنبأ تحليل نصفي للعلاقات السياسية مع فرنسا بانتصار دبلوماسي باعتراف حكومة التجمع الوطني بمغربية الصحراء. انبهار إعلامي باليمين المتطرف الفرنسي يتجاهل تاريخه وطبيعته الاستبدادية.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يصر جزء من الإعلام المغربي على أن الوصول المحتمل لحزب التجمع الوطني إلى الحكومة في فرنسا هو خبر سار للملكة، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء. وتستند حججهم إلى تحليلات رجال اليمين المتطرف مثل برنار لوغان، وهو مؤرخ يحن إلى الاستعمار الفرنسي، وإيميريك شوبراد، وهو عضو سابق في البرلمان الأوروبي عن حزب الجبهة الوطنية الذي أبعدته مارين لوبان رغم كراهيته للإسلام. وكذلك تصريحات إريك سيوتي المتكررة المؤيدة للاعتراف النهائي بمغربية الصحراء.

وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ما يضمن أن فرنسا في حال آل حكمها لليمين المتطرف ستغير موقفها من هذه القضية، إلا أن وسائل الإعلام المغربية المتحمسة تتجنب ذكر المقابل الذي ينبغي على المملكة أن تقدمه للمغرب. وعلى حد تعبير ألكسندر دوما، لا توجد مشاعر بين الأمم، بل مصالح فقط. لكن المؤكد هو أن قادة حزب التجمع الوطني - وخاصة المرشح لماتينيون - واضحون ومصمّمون على مطالبهم فيما يتعلق بالبلدان التي ينحدر منها المهاجرون إلى فرنسا.

في شتنبر 2021، لم يتردد الرئيس ماكرون في تخفيض تأشيرات الدخول للمغاربة بنسبة 50% ردًا على "عدم وجود إرادة" لدى الرباط لاستعادة المهاجرين المغاربة غير النظاميين. وجعل هذا الإجراء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمر بفترة جمود، لكنه قبل كل شيء صدم المغاربة الذين عوقبوا بشكل فردي بسبب مشكلة بين الحكومتين.

ذهب جوردان بارديلا إلى أبعد من ذلك في نونبر 2021. فقد دعا رئيس حزب التجمع الوطني، في لقاء مع جان مارك مورانديني، الذي أدين بالتحرش الجنسي والفساد، ليس فقط إلى وقف منح التأشيرات بشكل صريح، بل أيضًا إلى قطع واضح للمساعدات التنموية عن الدول المغاربية التي ترفض استعادة مواطنيها. ويُعد المغرب أكبر متلقٍ للأموال من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، حيث تبلغ قيمة المساعدات التي تتلقاها المملكة 3.7 مليار دولار بنهاية عام 2021. ولكن هذا ليس كل شيء، إذ يريد جوردان بارديلا أيضًا ضرب المصالح المالية للمغرب من خلال التهديد بمنع التحويلات المالية للمغاربة في فرنسا إذا ما ترددت المملكة في استعادة "غير المرغوب فيهم" (كذا).

أليس من السذاجة الاعتقاد بأن حكومة يمينية متطرفة استبدادية في فرنسا ستنحاز لمصالح المغرب دون مقابل كبير؟ ليس عليك أن تكون كثير الاطلاع لتستنتج أن حكومة يمينية متطرفة منتخبة على أساس كراهية الأجانب ستفعل كل ما في وسعها لطرد المهاجرين غير النظاميين والنظاميين الذين فقدوا وظائفهم، والتهديد باستبعاد الأشخاص ذوي الجنسية المزدوجة من الخدمة المدنية والشركات ذات الاختصاص في الخدمة العامة.

وفي مواجهة وحشية السياسة الاستبدادية اليمينية المتطرفة المعادية للمغاربة في فرنسا، سيعاني المغرب من العواقب السياسية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية والمالية.

لم تستوعب وسائل الإعلام المغربية بعد مركزية موازين القوى في السياسة الدولية، وهي التي لا تتورع عن الانسياق وراء كلمات اليمين المتطرف الذي يلهث قادته ليبيعوا كتبهم المملوءة بالتملق للملكية أو الصحراء. لقد أوضح جوردان بارديلا لبلدان المغرب العربي، ومنها المغرب أن "المسألة مسألة توازن قوى، ويجب احترام فرنسا!".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال