القائمة

أخبار

الفرنسيات المحجبات ممنوعات من المشاركة في الألعاب الأولمبية

من المنتظر أن يطبق قرار حظر ارتداء الحجاب خلال الأنشطة الرياضية الذي اتخذته فرنسا في شتنبر 2023، على الرياضيات الفرنسيات فقط خلال دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها باريس هذه السنة.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في شتنبر 2023، أعلنت فرنسا، عبر وزيرة الرياضة أميلي أوديا-كاستيرا، حظر ارتداء الحجاب خلال الأنشطة الرياضية باسم العلمانية.

وأدى هذا الحظر إلى ردود فعل غاضبة من قبل منظمات غير حكومية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، خصوصا أن هذا الحظر يستهدف مباشرة الرياضيّات الفرنسيّات خلال ألعاب باريس.

وفي رسالة مفتوحة، حثّت الرياضيات رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، على التدخل لدى السلطات المختصة لرفع هذا الحظر قبل بدء الأولمبياد، باسم الإنصاف والحقوق.

وأوضحت الرسالة أن الحظر المفروض من قبل السلطات الرياضية الفرنسية تمييزي، ويمنع الرياضيات المسلمات اللّاتي يقررن ارتداء غطاء الرأس الرياضي من ممارسة حقهن الإنساني في ممارسة الرياضة دون التعرض لأي شكل من أشكال التمييز.

أشارت الرسالة إلى أن حظر ارتداء غطاء الرأس في الممارسة الرياضية أثّر على العديد من الرياضيات المسلمات، اللّاتي تعرضن للتمييز، والتهميش، والاستبعاد، والإهانة.

وفي مقابلة لـ"راديو كندا سبورتس" مع فيرنان دي فارين، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، قال إن هذا الحظر غير منطقي ويتعارض مع القانون الدولي والميثاق الأولمبي. وتساءل كيف يمكن قبول الرياضيات اللّاتي يرتدين الحجاب من جميع البلدان الأخرى خلال الألعاب الأولمبية، وفي الوقت نفسه، استبعاد الرياضيات الفرنسيات.

ويتناول الميثاق الأولمبي هذا الموضوع مباشرةً، إذ يرفض أي شكل من أشكال التمييز لأي سبب كان، بما في ذلك العرق، أو اللون، أو الجنس، أو الدين، أو الرأي السياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو الميلاد، أو أي وضع آخر.

وأشار دي فارين إلى أن فرنسا تتبنى مفهومًا للعلمانية لا يتفق عليه الجميع. وأوضح أن هذا المفهوم تطور ليؤثر على بعض الأقليات الدينية، مؤكّدًا أن التقارير الخاصة وبعض المنظمات غير الحكومية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش قد أبلغت أن نهج فرنسا في العلمانية لا يتماشى مع ما يسمح به القانون الدولي.

وتذرعت فرنسا بمسائل أمنية لتبرير الحظر، لكن دي فارين شدد على أن العلمانية ليست مبررًا كافيًا لتقييد الحرية الدينية. كما أكد أن فرنسا تتجاهل التزاماتها الدولية بالاستناد إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، رغم أن القانون الدولي يجب أن يُحترم.

وذكّر دي فارين بأن الميثاق الأولمبي ينص بوضوح على عدم التمييز في مجال الجنس أو العرق أو الدين، وأكد أن فرنسا يجب أن تأخذ هذه القضية على محمل الجد وتتساءل عما إذا كانت الرياضيات الفرنسيات يتمتعن بنفس الحقوق الإنسانية الدولية كبقية الرياضيات.

وقبل أسابيع قليلة، أعلن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن استبعاد الرياضيات الفرنسيات من الأولمبياد بسبب ارتداء الحجاب ليس موقفًا قابلًا للدفاع عنه، فهو يخالف الميثاق الأولمبي والتزامات الدولة في مجال حقوق الإنسان واحترام الحرية الدينية.

وأشار إلى أن حظر ارتداء الحجاب يعد استثناءً فرنسيًا، ففي أماكن أخرى لا يوجد حظر على ارتداء الحجاب في المنافسات الرياضية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال