القائمة

أخبار

دياسبو #340: سامية بنشاعو .. مغربية تعيد الثقة في موضة الحجاب

أثارت مقاطع سامية بنشاعو التي تستعرض فيها كيفية تنسيق الملابس الجريئة والعصرية للنساء المحجبات، إلهام العديد من عشاق الموضة لإبراز أأسلوبهم الشخصي مع الحفاظ على الاحتشام.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

لطالما كانت الموضة شغفاً بالنسبة لسامية بنشاعو، فهي وسيلة لإظهار ثقتها والتعبير عن شخصيتها الجريئة. حتى عندما أظهرت سامية هويتها الإسلامية وارتدت الحجاب، لم يتلاشى ميلها لتنسيق الأزياء.

ولدت سامية في الدنمارك لأم دنماركية وأب مغربي، ولم تتوقع أبداً مساراً وظيفياً في عالم الموضة. نشأت وهي تحب الملابس الجريئة والملونة والغريبة.

تربت على يد والدتها بعد انفصال والديها، واستكشفت هويتها الإسلامية في أوائل العشرينات من عمرها. وبعد ثلاث سنوات من الزواج أصبحت أمًا ربة بيت، آنذك نمت لديها رغبة قوية في العودة إلى شغفها القديم.

في عام 2019، شعرت سامية برغبة متجددة في تحقيق هدف، وقالت "كنت أفكر، 'ماذا أفعل؟ ماذا أريد أن أفعل بحياتي؟'، وواصلت "ثم قالت لي إحدى صديقاتي، 'سامية، لماذا لا تدخلي عالم الموضة؟ أنتِ بارعة في ذلك!'"

والتحقت سامية بمدرسة للموضة، على أمل أن تصبح مصممة أزياء. لسوء الحظ، تزامنت الدورة مع جائحة كوفيد-19، مما حد من الفرص لفهم المجال بشكل كامل والتواصل مع المصممين الآخرين.

ولم ينل الإحباط من سامية، وهي أم لثلاثة أطفال، وقررت أن تشق طريقها الخاص كمصممة أزياء محجبة. وبدأت بحضور أسابيع الموضة والتعريف بنفسها، لكن ذلك لم يكن كافياً.

وقالت سامية إن عالم الموضة الدنماركي كان يبدو وكأنه "ناد مغلق"، خاصة لشخص يرتدي الحجاب. أثناء متابعة أحلامها في الموضة، حصلت على وظيفة في أكبر مركز تجاري في اسكندنافيا، وكانت محاطة بالماركات الفاخرة.

وقالت "عملت لمدة عام كمشترية شخصية"، وواصلت "كان ذلك بالفعل لحظة فخر لأنني كنت أول محجبة تعمل هناك."

تحقيق النجاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي

بعد سنوات من التنقل في صناعة الموضة، قررت سامية الاستفادة من جمهور وسائل التواصل الاجتماعي الأوسع. وفي رمضان عام 2024، بدأت في نشر مقاطع فيديو يومية على إنستجرام وتيك توك، تستعرض فيها كيف يمكن للمرأة المحجبة تنسيق قطع ملابس جريئة وعصرية.

ولاقت فيديوهاتها إقبالا لم تكن تتوقعه، وقالت "أخيرًا، حصلت على النجاح الذي أردته".

التميز بالشخصية والأناقة

وتميزت مقاطع فيديو سامية عن الآخرين، كانت تقوم بتصويرها في غرفة معيشتها، ولاقت تفاعلا كبيرا في أوساط جمهور كبير من الشابات المحجبات اللواتي كن يترددن في التعبير عن أنفسهن من خلال الموضة. وبذلك تحدت سامية بنجاح الصور النمطية، وأظهرت أن الموضة المحتشمة يمكن أن تكون ممتعة ومليئة بالألوان والحيوية.

وقالت "أعتقد أن ما أعجب الناس حقًا هو شخصيتي"، وتابعت "عندما قمت بتصوير الفيديوهات، اطلعوا على شخصيتي، وليس فقط ما أقدمه."

التغلب على الانتقادات والتطلع إلى الأمام

عالم الموضة عبر الإنترنت ليس خاليًا من الآراء السلبية، حيث تعترف سامية بتلقي آراء مختلطة وحتى تعليقات كراهية. "في المجتمع الإسلامي، هناك أشخاص يحبون أسلوبي، وهناك آخرون يعتقدون أنه سخيف أو يكرهونه"، وأوضحت  مازحة "لكن هناك أيضًا 'شرطة الحلال'، الذين يكتبون تعليقات مثل 'هذا حرام، أنتِ لست محجبة حقًا'".

على الرغم من ذلك، تؤكد سامية أنها سعيدة بتحقيق حلمها في تخطي الحواجز، وتأمل في إلهام المزيد من الفتيات المحجبات لإبراز خصوصياتهن. بالإضافة إلى ذلك، تدافع عن الشمولية في صناعة الموضة، وتأمل أن تشجع مقاطع الفيديو الخاصة بها العلامات التجارية على تلبية احتياجات المجتمع المحجب بشكل أفضل.

وقالت "أتذكر في عام 2019، عندما ذهبت إلى أسبوع الموضة في كوبنهاغن، رأيت فقط محجبة واحدة حاضرة"، وأكدت "لكن الأمور تتغير."

ومع ذلك، يحزنها أن "علينا الضغط على الشركات الكبيرة في صناعة الموضة لتكون أكثر شمولية. هم يعرفون أننا موجودون، لكنهم لا يريدون أن يكونوا جزءًا من الصورة".

وتطمح سامية لمواصلة صنع مقاطع فيديو لأزياء المحجبات عبر الإنترنت، كما تحلم بحضور أحداث الموضة في المغرب، بلدها الأم.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال