القائمة

أخبار

الأمم المتحدة: بسبب الإمارات.. إيران تتهم المغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية

لم تتقبل إيران، دعم المغرب للمطالب الإماراتية في جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، واتهم ممثل طهران بالأمم المتحدة المملكة بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

اتهمت إيران المغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية، بعدما عبر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في مداخلة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن دعم المغرب "الثابت والدائم" لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى (تحتلها إيران منذ 1971).

وقال هلال "أود أن أجدد التأكيد على دعم المملكة المغربية الثابت والدائم للوحدة الترابية لدولة الإمارات العربية المتحدة وسيادتها الدائمة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى".

وأبرز السفير أن المملكة تدعم كذلك "الطلب الذي تقدم به هذا البلد الشقيق لإنهاء احتلال إيران لهذه الجزر الإماراتية الثلاث، وكذلك موقفه الداعي إلى البحث عن حل إما عبر التفاوض المباشر، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".

وطلب ممثل إيران حق الرد وقال إنه يرفض تصريحات المغرب بشأن "جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج الفارسي"، مشيرا إلى أنها ترقى إلى "مستوى التدخل الصارخ في شؤون إيران الداخلية". وشدد بالمقابل على سيادة إيران على هذه الجزر، وأكد أن جميع القرارات والإجراءات التي اتخذها المسؤولون الإيرانيون بشأن هذه الجزر كانت ترتكز باستمرار على مبادئ السيادة والسلامة الإقليمية.

وأضاف ممثل إيران أن الجزر الثلاث تعتبر "جزءًا لا يتجزأ" من بلاده، وأعلن رفض بلاده لمحاولات الإمارات العربية المتحدة "تعزيز مصالحها السياسية في منطقة الخليج من خلال إثارة هذه المسألة في لجنة غير ذات صلة".

وأضاف أن مصطلح "الخليج الفارسي" هو التسمية الصحيحة الوحيدة للمسطح المائي الواقع بين شبه الجزيرة العربية والهضبة الإيرانية، مضيفا أنها مقبولة لدى منظومة الأمم المتحدة.

وتدخلت ممثلة دولة الإمارات العربية المتحدة وقالت إنها ترفض، باسم بلادها وباسم المغرب، "الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي أطلقها مندوب إيران". وأعربت عن أسفها "لاستمرار إيران في إنكار الحقائق التاريخية"، وقالت إن "الجزر الثلاث في الخليج العربي جزء لا يتجزأ من بلادها"، وذلك "استناداً إلى حقائق تاريخية ثابتة لا خلاف عليها".

ودعت المسؤولة ذاتها إيران إلى البحث عن حل سلمي لهذه المسألة وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة إما من خلال المفاوضات الثنائية أو عن طريق إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية.

وتتعامل إيران بحساسية شديدة مع موضوع الجزر الثلاث، إذ سبق لها خلال شهر يوليوز الماضي، أن استدعت سفير روسيا (أهم حلفاء طهران)، بعد دعوة موسكو في ختام محادثات مع دول الخليج لـ"حل سلمي" لقضية الجزر الثلاث.

وفي دجنبر من سنة 2022 استدعت الخارجية الإيرانية، السفير الصيني لدى طهران، للاحتجاج على ما ورد في بيان القمة الخليجية  الصينية، والذي أكد مبادرة ومساعي دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث.

ويدعم المغرب المطالب الإمارتية، منذ زمن طويل، وحتى قبل الثورة الإسلامية التي غيرت نظام الحكم في طهران، إذ سبق للملك الحسن الثاني أن دعا شاه إيران الذي كانت تربطه معه علاقة صداقة، إلى تسوية قضية الجزر الثلاث، وهو ما تسبب في فتور في العلاقات بين البلدين.

وكانت المملكة قد قطعت علاقاتها مع إيران في ماي 2018. وبرر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، هذا القرار بـ "شحنات أسلحة إيرانية لجبهة البوليساريو" عبر "عنصر" في السفارة الإيرانية بالجزائر العاصمة. وقال رئيس الدبلوماسية المغربية آنذاك إن "المغرب لديه أدلة دامغة وأسماء محددة وحقائق محددة تؤكد هذا التواطؤ بين البوليساريو وحزب الله ضد المصالح العليا للمملكة".

وخلال شهر يونيو الماضي قال وزير الخارجية الإيراني حسين امير اللهيان في لقاء مع سفراء الدول الاسلامية "نرحب بتطور العلاقات والتطبيع مع الدول الاقليمية والمسلمة الاخرى بما في ذلك جمهورية مصر العربية والدولة الاسلامية الشقيقة للمغرب".

وجاء هذا التصريح بعد أشهر قليلة من المصالحة بين السعودية وإيران، وهي المصالحة التي سمحت لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية خلال القمة التي نظمت في ماي بجدة، بعد 12 عاما من الغياب.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال