القائمة

أخبار

دياسبو # 303: عبد الغني عزاب.. من الصيدلة إلى صانع صابون شهير في نانسي الفرنسية

بعدما درس بعد وصوله نهاية سنوات الثمانينات إلى فرنسا الصيدلة، اكتشف أنه لا يريد أن يكون صيدليا، وقرر التوجه نحو عالم الصناعة التقليدية، وتخصص في صناعة الصابون، ليصبح اسمه مرتبطا لدى سكان مدينة نانسي بالصابون عالي الجودة.

نشر
عبد الغني عزاب
مدة القراءة: 4'

قصة نجاح المهاجر المغربي عبد الغني عزاب في صناعة الصابون التقليدي في فرنسا، بدأت مع قيام سلطات نانسي بتجديد ساحة المدينة التاريخية ستانيسلاس، المشهورة في كامل أرجاء البلاد.

ولد سفير الصناعة التقليدية المغربية في فرنسا عبد الغني عزاب، بمدينة الجديدة سنة 1968، وبعد حصوله على الباكالوريا سنة 1989 غادر إلى فرنسا، لدراسة الصيدلة تلبية لرغبة والده، غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا يريد سلك هذا المسار، وتوجه لدراسة صناعة الحليب، وبعد حصوله على الدبلوم عمل لسبع سنوات في شركة كبرى متخصصة في صناعة الجبن.

ولم يكن عبد الغني راضيا عن عمله في مجال صناعة الجبن، وفي سنة 2008، قرر الاستقالة من العمل، وأسس في نفس السنة شركة، متخصصة في صناعة الصابون التقليدي.

وقرر المهاجر المغربي، أن يجعل من وراء كل منتوج يصنعه حكاية، وقال في حديثه لموقع يابلادي "كل منتوج يحكي قصة مكان ما".

وتابع "نانسي معروفة بساحة ستانيسلاس، وهي من أجمل الساحات في العالم، وهي من المآثر المفضلة عند الفرنسين، وفي 2005 قرر المسؤولون تجديد الساحة، وأزالوا حجارة الرصيف، وعرضوهم للبيع بثمن رمزي، وكل سكان نانسي تسابقوا لاقتنائها، من أجل أن يحتفظوا بتذكار من الساحة".

"من هنا جاءتني فكرة أن أنشئ ماركة تحت اسم "رصيف نانسسي" Pavé de Nancy ، وهو مشتق من الليمون البرغامي الذي يعتبر رمز نانسي. أردت أن يحكي هذا المنتوج قصة الساحة الشهيرة، ولم يدم الأمر طويلا حتى أصبحت معروفا بصناعة الصابون، وجدت ذاتي في هذا المجال".

عبد الغني عزاب

ولاقت الفكرة استحسانا كبيرا، وبدأ عبد الغني الذي خضع قبل تأسيس شركته لتكوين في مجال صناعة الصابون، يبيع الصابون للفنادق الفاخرة، ومجموعة من المتاجر".

وإلى جانب صابون Pavé de Nancy أطلق المهاجر المغربي أنواع أخرى، تشترك في كونها تحكي قصصا لأماكن في مدينة نانسي.

ولأن فكرة عبد الغني لم تكن مسبوقة، وكذا لجودة منتوجاته فاز بالعديد من الجوائز، ففي سنة 2008، فاز بجائزة أحسن صانع تقليدي، وفي 2012، فاز بجائزة الابتكار، بعد استخراجه للزيت من نوع من البرقوق تشتهر به المدينة، وفي 2013 فاز للمرة الثانية بجائزة أفضل صانع تقليدي".

كما أن سلطات المدينة الفرنسية اختارته لتمثيل المدينة مع المدن التي تربطها معها توأمة، وفي 2015، تم عرض منتوجاته في متحف اللوفر، الذي يعتبر من بين أهم المتاحف في العالم.

وقال "أنا مريد للزاوية البوتشيشية، وأتوجه كل سنة إلى مداغ مقر الطريقة، وأعرض أيضا منتوجاتي هناك. الجانب الصوفي ساعدني كثيرا في التركيز على ما أقوم به".

ونظم عبد الغني معارض للصناع التقليديين، كما أنه رئيس الصناع التقليديين الفرنسيين، وفي 2017 أسس "دار المبدعين"، التي يستقبل فيها كل ثلاثة أشهر صناع تقليديين جدد.

من الصابون إلى العطور

نجاحه في مجال صناعة الصابون التقليدي، جعله يفكر في توسيع مجال عمله وقال "الآن دخلت مجال العطور، هذه العطور تحكي بدورها قصة مدن ومناطق مغربية، باختصار منتوجاتي تحكي دائما قصة ما".

وأوضح أنه يتوفر حاليا على" 14 نوعا من العطور، أحد الأنواع اسمه "يوم في مراكش" والآخر "ماء الصحراء"...، على غرار الصابون أحكي في كل نوع  قصة منطقة من المغرب. قبل صناعة المنتوج أكتب القصة، والزبون يشتري العطر الذي يحكي قصة".

وأكد أنه لديه روابط قوية بالمغرب، ويحاول الآن الترويج للمغرب في فرنسا من خلال المعارض، وجلب صناع تقليديين مغاربة، فضلا عن منتوجاته التي تحكي قصة مكان ما".

وعبر عن أسف لغياب منتوجات مماثلة في المغرب، وضرب مثلا بقلعة مكونة المعروفة بالورود، وقال إنه يعمل مع تعاونيات مغربية من أجل دفعها لتثمين التراث والتاريخ المغربي من خلال منتوجاتها.

"لدي شراكة مع غرفة الصناعة التقليدية بفاس مكناس، أصطحب مغاربة من فرنسا لتعلم الصناعة التقليدية في المغرب،هناك إقبال من الفرنسيين أكثر من المغاربة. هؤلاء سيصبحون سفراء للصناعة التقليدية المغربية في فرنسا".

عبد الغني عزاب

ونظرا لاهتمامه بالصناعة التقليدية، أشرف عبد الغني عزاب على تشييد "نافورة مغربية أندلسية من الزليج، وهي عبارة عن تبرع مغربي لقصر المجلس الأوروبي في ستراسبورغ، أبدعتها أنامل صناع تقليديين من فاس، وتمت بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية بفاس مكناس".

وأوضح أن العمل على النافورة "استمر  لمدة سنتين، وهي تمثل التاريخ الاسلامي واليهودي في المغرب. هناك ثلاث نافورات فقط خارج المغرب، واحدة  في مقر الأمم المتحدة من أيام الملك الراحل محمد الخامس، وأخرى في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، والثالثة بالمجلس الأوروبي".

وتابع "النافورة بدورها تحكي قصة، وكانت من تمويل يهود مغاربة في فرنسا، بالإضافة إلى الحكومة المغربية".

وشجع عبد الغني في حديثه للموقع، المغاربة على التشبث بالصناعة التقليدية، من" أجل الحفاظ على إرثنا الغني، خصوصا وأن هناك الآن جهات تعمل على تقليد الصناعة التقليدية".

وأنهى حديثه قائلا بعد جائحة كوفيد، بدأت أعمل على تغيير استراتيجية العمل، أريد أن أنقل جزءا من عملي وخبرتي إلى المغرب، كي أصنع منتوجات "made in Morocco". أركز في الوقت الحالي على مراكش والجديدة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال