تسير أنغولا في اتجاه تغيير موقفها التقليدي من نزاع الصحراء الداعم لجبهة البوليساريو، ويوم مس قال ووزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو، إن بلاده "تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل، دائم، مقبول لدى الأطراف، وقائم على التوافق ".
وترأس رئيس الدبلوماسية الأنغولية بالرباط بشكل مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة أعمال الدورة الثالثة للجنة التعاون المغربية الأنغولية المشتركة. وتتعارض تصريحاته مع الموقف التقليدي لأنغولا المستمر منذ عقود بخصوص نزاع الصحراء، وكانت هذه الدولة الإفريقية التي تعترف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" منذ سنة 1976 تدافع عن "استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي" و "إنهاء الاستعمار".
أنغولا على خطى زامبيا؟
وقبل أسابيع فقط، وخلال اجتماع لجنة الـ 24 التابعة للأمم المتحدة، شدد السفير الأنغولي فرانسيسكو خوسيه دا كروز في كلمته على أن "تسوية قضية الصحراء الغربية تتطلب تنظيم استفتاء عادل، السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات المشروعة لشعب هذه المنطقة". وبعد أسبوع، كانت الحكومة الأنغولية حاضرة في منتدى دبلوماسي مخصص لدعم البوليساريو، نظمته وزارة الخارجية الجزائرية في 19 يونيو بالجزائر العاصمة.
وتشكل التصريحات التي أدلى بها رئيس الدبلوماسية أمس الثلاثاء 11 يوليوز في الرباط تطورا مهما بالنسبة للمغرب. ولم يسبق لسلفه مانويل دومينغوس أوغوستو، الذي قام بزيارة للمملكة في 13 يوليوز 2018، أن أشار إلى قضية الصحراء. بالمقابل، رحب بالعهد الجديد في العلاقات بين البلدين، الذي افتتح في أعقاب الاجتماعات بين الملك محمد السادس والرئيس جواو لورينسو، التي عقدت على التوالي في دجنبر 2017 في أبيدجان على هامش أعمال الدورة الخامسة للقمة الإفريقية الأوروبية وبعدها في نهاية أبريل 2018 في برازافيل، خلال القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات لجنة المناخ لحوض الكونغو. ومنذ ذلك الحين، بدأت العلاقات بين البلدين تتطور ببطء.
ويبدو أن أنغولا تسير على خطى زامبيا، وهي من بين الدول الإفريقية التي قررت بعد عقود من دعم للبوليساريو، قطع علاقاتها مع "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وفتح قنصلية لها في العيون في أكتوبر 2020. وجاء هذا التغير في الموقف بعد ثلاث سنوات من زيارة الملك محمد السادس في فبراير 2017 إلى لوساكا.
وفي 30 ماي الماضي، جدد وزير الخارجية الزامبي ستانلي كاسونغو كاكوبو بالرباط، في بيان صحفي مشترك نشره عقب محادثاته مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، التأكيد على دعم المغرب في نزاع الصحراء.