يدافع بعض أعضاء الحزب الاشتراكي في البرتغال، بشكل علني، عن مواقف البوليساريو. ويعارضون التوجه السياسي الذي تبناه منذ يوليو 2022 رئيس الوزراء أنطونيو لويس سانتوس دا كوستا، وهو أيضًا الأمين العام للحزب الاشتراكي منذ نونبر 2014، بشأن قضية الصحراء.
ودعوا في بيان تم تعميمه على وسائل الإعلام، لشبونة لدعم "حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين يسمح بتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية"، حسب ما نقلته وسائل إعلام برتغالية.
وأشادوا بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، رفيقهم السابق في الحزب، بإعادة بعث دينامية بعثة المينورسو "بتعيين ستافان دي ميستورا"، معربين عن أسفهم لعدم تمكن الإيطالي السويدي من "زيارة الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بسبب العراقل من قبل السلطات المغربية".
ودعا هؤلاء الأعضاء، حكومة دا كوستا إلى التعاون مع الهيئات الدولية لضمان احترام حقوق الإنسان والبحث عن السلام". وذكروا الرئيس التنفيذي الحالي بأن الحكومات البرتغالية السابقة "حافظت على حوار مفتوح ومتوازن حول قضية الصحراء الغربية مع جميع الأطراف، بما في ذلك المملكة المغربية، ومع ممثلي جبهة البوليساريو، وكذلك مع الدول الأخرى في المنطقة، إدراكًا للدور التاريخي والحالي للاتحاد الإفريقي في الترويج لحل سياسي لهذا النزاع ".
الرد على مخرجات القمة المغربية البرتغالية الأخيرة
ويأتي هذا البيان، ردا على الدعم الذي أكدته حكومة دا كوستا في 12 ماي بمناسبة انعقاد الاجتماع المغربي-البرتغالي رفيع المستوى الرابع عشر في لشبونة، للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء.
وأشارت وقتها إلى أن البرتغال "تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، المقدمة في عام 2007، والتي تعتبرها اقتراحا واقعيا وجادا وموثوق به كحل متفق عليه في إطار حل أممي".
ويذكرنا خروج الاشتراكيين البرتغاليين أنصار البوليساريو ، بخروج رفاقهم الشيوعيين في شتنبر 2022، وذلك بعد إعلان وزير الشؤون الخارجية جواو غوميز كرافينيو، في يوليوز من العام نفسه، دعم حكومته لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، حيث اجتمع الشيوعيون وممثل الجبهة في البرتغال في لشبونة لإعداد الرد، لا سيما في البرلمان الأوروبي حيث ينشط عضوان من الحزب هما، جواو فيريرا وساندرا بيريرا.
وكان الشيوعيون، قد نجحوا في عام 2018، في إقناع غالبية النواب، بمن فيهم الاشتراكيون، بالتصويت لصالح اقتراح، يدعوا الحكومة البرتغالية إلى "تعزيز العمل المتسق لصالح إعمال حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. ولا سيما داخل المؤسسات الدولية التي تتواجد بها البرتغال ". كما دعت 20 منظمة غير حكومية محلية رئيس الوزراء أنطونيو لويس سانتوس دا كوستا إلى "الدفاع بوضوح وصراحة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".
وأعلنت وسائل إعلام جزائرية عن زيارة رسمية للرئيس عبد المجيد تبون للبرتغال لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الاثنين، وهو ما سيشكل فرصة له لمناقشة قضية الصحراء مع رئيس الوزراء دا كوستا. كما سبق لوزير المالية البرتغالي، أن قام بزيارة إلى الجزائر العاصمة، الأسبوع الماضي.