وأنت تتفاخربالدستور الديموقراطي، وبدولة الحق والقانون،وبالحكومة المنتخبة، تدكر ثوار الربيع العربي المغربي الديناهدونا شمسا ممكنة وحلما قابلا للتصديق وكسروا اغلال الصمت، وعلمونا الشجاعة والوضوح والجهر بالحق، وانشدو في شوارع الوطن في مسيرات سلميةوحضارية اغاني الحياة والكرامة ...
وأنت تصلي صلاة العيد وتتلو جهر خلف الإمام الدعاء الرسمي، أرسل لهم دعاء اً طيبا في سرك وادعلهم بالفرج القريب ... ولا تصدق ما يشاع عنهم، بأكد بأنهم ابرياء، ليسوا قطاع الطرق ولا صعاليك ولا مدمني مخدرات، هم فقط مدمنون على الحرية، ودنبهم الوحيد،الدي لم يسجل في المحاضر ولم تلتقطه من بريق عيونهم جلسات الاستنطاق الطويلة، انهم عشاق صادقون احبوا الوطن بطريقتهم الخاصة ورسمواه في قلوبهم ابيا منتصب الهامة ومرفوع الرأس ... فكان جزاؤهم القمع والاعتقال بتهم الضرب والقدف والفوضى وحيازة الحشيش، وحرموا حتى من الفخر بتهمة الانتفاضة ضد الظلم، وبجريمة العشق الممنوع للحرية...في سنوات الرصاص؟ كان المعارضون يعذبون ويعتقلون ويحاكمون خارج القانون، لكنهم لا يحرمون من شرف التهمة النبيلة، تهمة الثورة ضد الإستبداد، اما ثوار الربيع والدستور الجديد، فيحاكمون في إطار القانون، وبدل ان يعدموا بتهمة الثورة ضد الظلم والفساد والاستعبا، يعدمون رمزيا واخلاقيا في محاكموزنازين المملكة، ويتم تدمير صورتهم النضالية وتشويه سمعتهم لدى الرأي العام في ملفات ملفقة، بتهم الإنحراف والإعتداءعلى الناس والمتجارة في المخدرات ...كنا ننتظر مع شعارات الحكإمة والشفافية والمساءلة والمحاسبة ان تمتلئ السجون بناهبي المال العام وقناصي المنح السمينة والمشروعة من خزائن البلاد، وبالتجار الحقيقين في الممنوعات والمخدرات .. فإدا بها تمتلئ بفادحي الفساد والحالمين بالمدينة الفاضلة وبشباب في عمر الزهور كانت خطيئتهم الكبرى والتي لا تغتفر انهم صدقوا كدبة الاستثناء المغربي، وظنوا بأن ربيعنا مختلف، بأنهم محميون بدستور ديمقراطي يضمن الحق في الرأي والتعبير والإحتجاج السلمي، فاكتشفوا بعد فوات الأوان بأن الاحتجاج هو فوضى وتخريب وبأن الآراء المعارضة هي مجرد قطع حشيش مهربة تقود إلى السجن والاعتقال ..وانتم تنعمون غدا بنسمات العيد والحرية... لاتنسوا بأنهم هناك من اجلنا، فكروا بمعاذ وسقراط ويونس وسعيد والاخرين ... ابعثوا لهم خفقة من قلوبكم وتنهيدة حسرة وأنتم تنصتون لجوعهم وغضبهم المكتوم في الزنازين العالية ... وتدكروا بأن تدمير الازهار لا يمنع الربيع، وبأن حبة سنبلة تموت تملأ الحقل سنابل ... وكل عام وهم الربيع، وكل عيد وانتم طيبون .