بدأ العام الجديد في مخيمات تندوف بالإعلان، في الأول من يناير، عن تشكيل تحالف مجموعات "الإصلاح"، تحت راية "مناضلي الجبهة". وأشار أعضاء الكيان الجديد في بلاغ لهم، إلى ارتباطهم بجبهة البوليساريو بصفته "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ورائدة كفاحه في مسيرته التحريرية حتى تقرير مصيره".
ويحاول أعضاء التحالف الجديد، إبعاد تهم "الخيانة لصالح المغرب" عنهم، من خلال التأكيد على ارتباطهم بالجبهة الانفصالية،
وأشار "مناضلو الجبهة" إلى السير على طريق "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير"، التي أعلن عن إنشائها رسمياً من مخيمات تندوف في نونبر 2017.
ويذكر أن بعد انشقاق بعض مؤسسيها ومنهم الحاج أحمد بارك الله، الذي عين في أبريل 2020 على رأس الحركة الصحراوية من أجل السلام، علقت المبادرة الصحراوية للتغيير "أنشطتها"، وتزامن ذلك مع إعلان انسحاب البوليساريو من وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020 ، وبررت قرارها بـ"تعزيز الوحدة الوطنية".
ملء مقعد المعارضة الشاغر
وأشار "مناضلو الجبهة" إلى الظروف التي "تطبعها انتكاسات بينة وواضحة في كل مجالات العمل النضالي" وإلى "التراجع الخطير عن القيم والمنطلقات" التي كانت وراء تأسيس جبهة البوليساريو، بالإضافة إلى "التجاوزات والاختلالات القاسية" التي ارتكبها ممثلو قيادة الحركة الانفصالية، وعجزهم عن تحقيق أهداف الصحراويين، بعد مرور 50 عاما على وجودهم في السلطة.
وفي الوقت الذي طالب فيه "مناضلو الجبهة" بالتخلص من الوجوه المعِمرة، ومحاسبتهم، لم يعلنوا عن تأييدهم لأحد المرشحين لقيادة البوليساريو، خلال المؤتمر السادس عشر المقرر عقده من 13 إلى 17 يناير.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مخيمات تندوف تأسيس كيانات معارضة، تتسامح معها قيادة البوليساريو والجزائر، طالما أنها لا تتجاوز الخطوط الحمراء.
ويأتي الإعلان عن تشكيل "مناضلي الجبهة" في الوقت الذي لم تتمكن فيه الأمانة العامة بعد من الاتفاق على الاسم الذي سيتولى قيادة البوليساريو للسنوات الأربع القادمة. ومن بين الأسماء التي تم ترشيحها، عبد القادر الطالب عمر ممثل الجبهة في الجزائر، والبشير مصطفى السيد "الوزير المستشار لرئاسة الجمهورية" وابراهيم غالي ومحمد ابراهيم بيد الله المنسق السابق لميليشيات الجبهة.