قبل أسابيع قليلة من انعقاد المؤتمر السادس عشر للبوليساريو، يسيطر تقييم عامين من "الحرب" ضد المغرب، على النقاشات في المؤتمرات التحضيرية. وهو ما حول البشير مصطفى السيد استغلاله لمهاجمة زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي، وإطلاق "حملته الانتخابية".
وشدد شقيق مؤسس البوليساريو خلال مداخلة له في ندوة للمندوبين بمخيم "السمارة" إلى أنه "بعد سنتين من استئناف الكفاح المسلح يسجل تراخي وفتور في التعامل مع القرار الإستراتيجي رغم الظروف الجيدة المساعدة والوضع المتقدم للحليف داخليا وخارجيا".
واعترف بشير مصطفى السيد أن الطائرات بدون طيار "سببت مشاكل لدول عظمى والدفاعات الجوية التقليدية"، وأوصى ميليشيات البوليساريو بـ"الاعتماد على الذات والتدريب العالي والشجاعة المطلوبة" من أجل "التفوق على هذه العقبة بسهولة".
كما طالب السيد "الدفاعات الجوية الصحراوية" بالتعامل مع المسيرات المغربية "دون استعانة بالغير".
ولا يتقاسم قادة البوليساريو هذا الموقف مع البشير مصطفى السيد، إذ يميلون إلى طلب المساعدة من إيران. خصوصا بعدما أثبتت الطائرات الإيرانية المسيرة فعاليتها في اليمن، إذ يستخدمها المتمردون الحوثيون ضد الإمارات والسعودية، كما يعتمد عليها الجيش الروسي في غزوه للأراضي الأوكرانية.
يذكر أنه سبق لـ"وزير الداخلية" في جبهة البوليساريو، عمر منصور، أن أعلن في أكتوبر الماضي، من موريتانيا، أن "الجيش الصحراوي سيستخدم قريبا طائرات مسلحة بدون طيار في حرب الاستنزاف بالصحراء الغربية".
ويتشاطر الجناح الراديكالي داخل البوليساريو نفس الموقف مع البشير مصطفى السيد، وخصوصا انتقاده لنتائج "الحرب" ضد المغرب، وسبق لشقيق مؤسس البوليساريو أن اتهم إبراهيم غالي "بعدم تحمل مسؤوليته" في إدارة "الحرب" ضد القوات المسلحة الملكية، مؤكدا أنه "لو كان قادرًا على إدارة هذا الملف، لكانت سمعته السيئة قد تجاوزت سمعة مصطفى الوالي ومحمد عبد العزيز".
كما سبق لمحمد إبراهيم بيد الله، وهو عضو مؤسس آخر في جبهة البوليساريو، وقيادي في "المخابرات" و"الجيش"،أن أطلق "حملته الانتخابية" تحسبا للمؤتمر المقبل.