في ظل هزائمهما الدبلوماسية المتوالية على الساحة الدولية، تحاول الجزائر وجبهة البوليساريو الترويج لانتصارات وهمية، حيث تناقلت وسائل إعلامهما خلال الأيام القليلة الماضية خبرا يشير إلى موافقة "مجلس السلم العالمي بالإجماع على عضوية الصحراء الغربية".
وجاء في القصاصة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، نقلا عن "وكالة أنباء" البوليساريو، أن المجلس أبدى "دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر ونزيه تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضافت القصاصة التي نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، وتلك التابعة للبوليساريو، أن المجلس اعتبر أن "الصحراء الغربية ما تزال آخر مستعمرة افريقية".
وتحدث المجلس حسب المصدر ذاته عن عضوية "جمهورية" البوليساريو في الاتحاد الافريقي و"بعلاقاتها الدبلوماسية على المستوى الدولي"، واستنكر ما قال إنها "انتهاكات حقوق الإنسان للشعب الصحراوي" من قبل المغرب.
واعتبرت الوكالة الجزائرية أن انتخاب البوليساريو كعضو في اللجنة التنفيذية للمجلس، "يفتح مجالات واسعة للعمل في العديد من الدول من أجل توسيع رقعة التضامن مع القضية الصحراوية مستقبلا".
فيما قال القيادي في جبهة البوليساريو محمد فاضل بلاهي إن عضوية المجلس "تنبع من التزام الشعب الصحراوي مع القوى المحبة للسلام العالمي والتزامه بالمساهمة الفعالة والمسؤولة في تحقيق التطلعات المشتركة لشعوب العالم".
وتابعت أن المجلس يمارس "نشاطا سياسيا مؤثرا وكبيرا عن طريق المؤتمرات العادية والاستثنائية والندوات إضافة إلى نشاطات المكتب التنفيذي"، مضيفة أنه يضم "عددا كبيرا من العلماء والكتاب والشخصيات السياسية والثقافية والعلمية والاجتماعية المرموقة والوازنة بمختلف دول العالم، ما أضفى عليه هيبة عالمية وقبولا داخل مختلف الدول".
مجلس يعيش زمن الحرب الباردة
لكن، وعلى عكس ما أشارت إليه وكالة الأنباء الجزائرية، فالمجلس الذي يشير في موقعه الإلكتروني، إلى أن مقره الرئيسي يقع في العاصمة اليونانية أثينا، لا يتمتع بأي تأثير دبلوماسي، ولم يجر انتخابات لتجديد قيادته منذ يوليوز من سنة 2012.
ويشير أيضا إلى أن البرازيلية، سوكورو غوميز من "المركز البرازيلي للتضامن مع الشعوب والنضال من أجل السلام"، هي التي تترأسه.
ويتضح من خلال موقعه الإلكتروني، أنه تجمع ليساريين متطرفين، ويروج لشعارات تعود إلى زمن الحرب الباردة، مثل "معاداة الإمبريالية" و"التضامن مع الشعوب وحركات التحرر"، و"تفكيك جميع القواعد العسكرية وانسحاب القوات الأجنبية"، و"القضاء على جميع أشكال الاستعمار والاستعمار الجديد"...
ويخصص المجلس بلاغات ومقالات على موقعه الإلكتروني للدفاع عن الدول اليسارية، كفنزويلا وكوبا، كما يدافع عن إيران ويتهم الغرب بمحاولة زعزعة استقرارها، ويدافع أيضا عن النظام السوري، وعن المطالب الصينية في تايوان. كما أنه يجهر بمعارضته لحلف شمال الأطلسي، وللولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
ولا تهتم وسائل الإعلام الدولية، بأخبار المجلس وبياناته ومواقفه، نظرا لانعدام أهميتها وتأثيرها، بالمقابل تجد لها صدى في إعلام دول تعاني من عزلة دولية كسوريا وفنزويلا وكوبا، وبعض المواقع المعروفة بخطها اليساري.