في هذا الجزء من الحوار أشار محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أنه "منذ تسعينات القرن الماضي بدأ يحدث تقاطع بين الأجندة الانفصالية للبوليساريو من جهة والجماعات المسلحة سواء المنتشرة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي إبان الحرب الأهلية، أو حتى في بقية بلدان الساحل والصحراء، ولا سيما في شمال مالي القريب من مخيمات تندوف، من جهة ثانية".
وأوضح أن "سياق هذا التقاطع يعود للعشرية السوداء، وانتشار الفكر المتطرف في الجزائر، والذي بالمناسبة تمت الاستعانة به وتم خلق وتفريخ تلك التنظيمات من قبل الاستخبارات العسكرية، حسب شهادة العديد من شهود العيان، وحتى من قبل ضباط وموظفين سابقين في الأجهزة الأمنية الجزائرية".
وبحسبه فقد "تمت الاستعانة بهذه التنظيمات من قبل النظام الجزائري، للقضاء على الأطروحات السياسية التي تنافسه، لأنه كان هناك انقلاب على مخرجات العملية السياسية".
وقال "حينما انتفت الحاجة لتلك التنظيمات في الداخل الجزائري، سيبدأ توظيفها في محيط الجزائر، وحتى في مخيمات تندوف".
"في بداية الألفية الحالية، كان هناك تراجع كبير لقدرة البوليساريو على التأطير، وبالتالي كانت الحاجة لجهة أخرى كي تساهم في تأطير الشباب وفي تأطير قاطني المخيمات، وطبعا كانت التنظيمات التي توظف الخطاب الديني المتطرف، جاهزة، لأنها كانت منتشرة وتتمتع بقدر كبير من هامش الحركة".
وبالإضافة إلى الحاجة إلى جهة تؤطر ساكنة المخيمات، برز عامل آخر يتعلق بتمويل البوليساريو، التي "كما نعلم تعمد بشكل كبير على نهب المساعدات الإنسانية، وهنا برزت حاجتها للأسواق التي ستهرب إليها هذه المساعدات".
وأضاف "وتقريبا منذ 2006 أو 2007 بدأت هذه التنظيمات تخرج من الجزائر وتسيطر على شمال مالي وشمال النيجر وبلدان أخرى، وبالتالي كانت لديها أسواق".
وزاد قائلا "الجماعات المتطرفة تعتمد بشكل كبير في خطوط إمدادها على مخازن سلاح البوليساريو، وبالتالي هناك تقاطع في الأجندات بشكل كبير سمح للتنظيمات بالتأطير كي تساهم في ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية، ولتجد أيضا خزانا بشريا يضمن استمرارها، وبلغ الأمر إلى حد بروز قيادات في تلك التنظيمات تنتمي لمخيمات تندوف ربما أبرزهم أبو الوليد الصحراوي الذي لقي مصرعه".