قدم ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام الأممي، يوم أمس توضيحات حول سبب إلغاء المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا، زيارته للعيون والداخلة، وقال إنه "لم تقيد حريته في الحركة (...) إنه يقرر المكان الذي يريد أن يذهب إليه، إنه قراره الخاص".
وكان دوجاريك، قد أعلن يوم الإثنين، في بيان أن "المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، وصل إلى الرباط للقاء مسؤولين مغاربة. لقد قرر عدم زيارة الصحراء الغربية في هذه الجولة، لكنه يتطلع إلى القيام بذلك في الزيارات المستقبلية للمنطقة".
وسارعت الجزائر وجبهة البوليساريو بعد ذلك، إلى توجيه أصابع الاتهام إلى المغرب، وقال عمار بلاني المكلف بقضية الصحراء في الخارجية الجزائرية "السلطات المغربية تعرقل مهمة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بفرض شروط على زيارته الجديدة"، فيما قال ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك إن المغرب "منع" المبعوث الأممي من القيام بزيارته الأولى إلى الإقليم.
يذكر أنه في سنة 2015، منع المغرب المبعوث الأسبق كريستوفر روس من زيارة الصحراء، وقال وزير الخارجية المغربي آنذاك صلاح الدين مزوار "الحكومة المغربية لن تسمح بهذه الزيارات" لأن المبعوث الأممي "لا شيء يمكن أن يفعله في العيون، وأضاف أن روس، "عندما يأتي إلى المغرب، فللقاء المسؤولين المغاربة"، ما يعني أن لقاءهم يكون في العاصمة الرباط.
لا زيارة للجزائر ومخيمات تندوف
وأكدت الأمم لمتحدة يوم أمس أن دي ميستورا لا يخطط لزيارة الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا، بعد انتهاء زيارته إلى المغرب، كما فعل في زيارته خلال شهر يناير الماضي.
وقال ستيفان دوجاريك "ستكون هناك فرص لزيارة الأطراف الأخرى"، رغم أنه سبق له أن أكد في المؤتمر الصحفي ليوم الجمعة 1 يوليوز أن دي ميستورا "يخطط لبدء مرحلة جديدة من الزيارات لجميع المحاورين المعنيين في المنطقة في الأيام المقبلة".
وخلال مؤتمره الصحفي يوم أمس، رد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن سؤال حول رفض الجزائر وجبهة البوليساريو استقبال دي مستورا قائلا "أعتقد أنه إذا كانت البوليساريو ... للبوليساريو الحق في طرح الأسئلة، لكنني أعتقد أنني سأشجعهم على الاتصال بمكتب السيد دي ميستورا مباشرة"، وتجنب الإشارة في رده إلى الجزائر.
وكانت مصادر من داخل جبهة البوليساريو قد أكدت في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية إيفي، أن الجبهة "رفضت استقبال ديمستورا، واشترطت قيامه بزيارة الصحراء الغربية أولا، وليس الرباط".
ويوم أمس استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بالرباط، ستيفان دي مستورا، وقال ستيفان دوجاريك بأن هذا الاجتماع كان "مفيدا".
وحول زيارة دي ميستورا للرباط، أكد باهي العربي النص، الضابط الكبير السابق في البوليساريو (1982 إلى 1992)، ومدير مركز السلام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالعيون، لموقع يابلادي إنه "يظهر أنه لا يوجد التزام من كافة الأطراف بعملة السلام"، وأوضخ أن "هناك رفض جزائري للمشاركة في أي مبادرة تفاوضية بينما يطالب المغرب بمشاركة جارته الشرقية في أي محادثات جديدة".
وأضاف أن "الغموض المحيط ببرنامج دي ميستورا، يشير إلى أنه فشل في إقناع الأطراف بوضع جدول زمني محدد لجولته، وتؤدي هذه المؤشرات إلى الاستنتاج التالي: طريق دي مستورا لإعادة إطلاق المفاوضات التي توقفت في مارس 2019، لن يكون سهلا".