أقدمت طفلة في عمر الزهور على الانتحار بواسطة شرب مادة سامة ببلدة بودربالة جماعة آيت بوبيدمان بإقليم الحاجب بعد أن تعرضت للاغتصاب، و لم يشفع لها تدخل الفريق الطبي بمستشفى مولاي الحسن بالحاجب الذي نقلت إليه في إنقاذ حياتها، لتنقل بعد ذلك جثة هامدة إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس قصد إجراء التشريح عليها.
يومية الإتحاد الاشتراكي التي نقلت الخبر قالت أن عناصر من الدرك الملكي بالحاجب انتقلوا إلى جماعة بودربالة، والبحث جار ومكثف لمعرفة الجاني المغتصب، ولم تستبعد بعض الأوساط المسؤولة أن يسفر البحث الجاري في هذه القضية عن تعمد قتلها بالسم بعد اغتصابها حسب نفس الجريدة.
فبدل أن تتوجه هذه الطفلة التي تسمى شيماء إلى مدرسة عقبة ابن نافع التي تتابع دراستها فيها كباقي قريناتها، توجهت جثة هامدة إلى المقبرة، تاركة وراءها عائلة مكلومة و ساكنة مصدومة من وقع ما حدث.
و إذا كانت قضية أمينة الفيلالي التي تجاوزت الحدود المغربية الشبيهة إلى حد ما بقضية الطفلة شيماء قد نجحت في فتح طابوه من طابوهات المجتمع المغربي و العربي بصفة عامة، نتيجه الهالة الإعلامية التي صاحبت واقعة انتحارها بعد تزويجها من مغتصبها، فقد استطاعت وهي في قبرها مالم يستطعه الأحياء وفتحت نقاشا عميقا حول فصل 475 من القانون الجنائي المغربي الذي يزوج الضحية بمغتصبها ويجبرها على العيش معه تحت سقف واحد ومضاجعته كل ليلة، فإن حالة شيماء التي لم تشفع لها براءتها في النجاة من مخالب ذئب بشري لم يعرف لحد الآن، تنذر باستمرار حالات اغتصاب الأطفال مما يجعل الكل يدق ناقوس الخطر خوفا على مجتمع أثخنته الجراح، مجتمع كثير الطابوهات مما يجعله يعاني في صمت.