شارك المغرب، أمس الخميس، في مراسم تخليد ذكرى معركة "كابيل".
وبهذه المناسبة، استحضر سفير المملكة بهولندا، محمد بصري، ذكرى الجنود المغاربة البواسل الذين سقطوا خلال المعارك التي دارت رحاها في العام 1940 ضد القوات النازية.
وأوضح السفير أن تخليد هذه الذكرى، التي يتم إحياؤها منذ العام 1985، يشكل مصدر فخر واعتزاز كبير بالنسبة للجالية المغربية المقيمة في هولندا، ويظهر أن المحاربين المغاربة الشجعان لم يقعوا في النسيان، وأن شعوب المغرب، هولندا وفرنسا، العاشقة للسلام، العدالة والحرية، يجمعها رباط وثيق من الصداقة التي تتجاوز الحدود.
وأكد بصري أن إحياء ذكرى هذا اليوم يعد تكريما لكل من حارب حتى آخر رمق، أو ضحى بحياته من أجل الحرية وتكريس القيم النبيلة، موضحا أن الأجيال التي لم تعرف الحرب ستكون مخطأة إذا ما اعتقدت أن السلام هو امتياز مكتسب بشكل نهائي.
وأضاف "على العكس من ذلك، السلام هو كفاح يومي. إنها الرسالة التي يتعين علينا ضمان استدامتها ونقلها إلى الأجيال الشابة".
وذكر السفير بأنه منذ بداية الحرب العالمية الثانية، أعرب جلالة المغفور له الملك الراحل محمد الخامس، عن دعمه اللا مشروط والكامل لفرنسا في مواجهة النازية، وأطلق نداءه الشهير لـ 3 شتنبر 1939، والذي تمت قراءته في جميع مساجد المملكة خلال الأيام الموالية.
وبحسب بصري، بعد الدعوة التي وجهها الملك محمد الخامس، انضم قرابة 90 ألف مغربي إلى الجيش الفرنسي لمحاربة قوات المحور، مشيرا إلى أن شجاعتهم لا تزال حاضرة في الروايات الأكثر وفاء.
كما ذكر السفير بأن الملك محمد الخامس حظي بلقب رفيق التحرير من طرف الجنرال دو غول بباريس في 19 يونيو 1945، اعترافا بالتضحيات الجسام التي بذلها شعبه من أجل دعم المجهود الحربي للحلفاء. وقبل ذلك، احتفت الحشود بالمحاربين المغاربة خلال عرض بجادة "لي شون إليزيه"، تخليدا لنداء الجنرال دو غول من لندن.
وقال الدبلوماسي المغربي "إن هذه المراسم تشكل، أيضا، مناسبة لتجديد التزامنا الجماعي بوضع أسس تعايش ذكي ورصين"، لافتا إلى أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بالوقاية من الصور النمطية والأحكام الجاهزة ومحاربتها، عبر النهوض بالتعليم وحظر التمييز وخطابات الكراهية. إنه الثمن الذي يتعين دفعه من أجل حماية القيم التي تؤسس للديمقراطية والوقاية من العنف.
وأكد بصري أن مراسم إحياء هذه الذكرى تحفز المواطنين المغاربة المقيمين بهولندا على الاندماج بشكل أكبر ضمن المجتمع الهولندي بكل حماس وتفان، مشددا على أهمية استخلاص الدروس من الماضي، قصد تمكين الأجيال المستقبلية من العيش في بيئة تمنح أكبر قدر من السلام العالمي والازدهار المشترك.