أعلنت "الأمانة العامة" لجبهة البوليساريو، مساء أمس "تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية الحالية" وذلك على إثر "الإعلان عن تأييد حكومة سانتشيز لخطة المحتل المغربي الرامية الى تشريع ضم أراضى الصحراء الغربية بالقوة ومصادرة حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال".
وأوضحت الجبهة الانفصالية، أن قرارها هو رسالة موجهة إلى حكومة بيدرو سانشيز "حتى تنآى بنفسها عن إستعمال القضية الصحراوية فى إطار المقايضات البائسة مع المحتل".
ويأتي قرار البوليساريو، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من نشر وزارة الخارجية الإسبانية لخريطة المغرب (عبر OpenStreetMap)، تضم فيها الجزء الواقع غرب الجدار الأمني، الخاضع لسيطرة القوات المسلحة الملكية.
موقف يتماشى مع موقف الجزائر
وأثار دمج هذا الجزء في خريطة المغرب، حفيظة بعض زعماء حركات الاستقلال في إسبانيا. ويعتقد جون إيناريتو، النائب في حزب EH Bildu، في تغريدة على حسابه بتويتر، أن هذا القرار اتخذ "من جانب واحد"، على خطى اعتراف رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، بمغربية الصحراء، إنه قرار "أقلية برلمانية". في إشارة إلى تصويت يوم الخميس بأغلبية في مجلس النواب، بما في ذلك الحزب الشعبي، على قرار يدين دعم سانشيز لموقف المغرب بشأن الصحراء. وشدد إيناريتو على ضرورة ستجواب الحكومة في هذا الموضوع يوم الاثنين.
El @MAECgob siguiendo la estela del Sr. Trump parece que también reconoce la soberanía marroquí sobre el #SáharaOccidental.
Eso sí, lo hace de tapadillo, unilateralmente y en minoría parlamentaria, siguiendo la política de hechos consumados.
ℹ️El lunes interpelaré al Gobierno. pic.twitter.com/6PpPIkH0Sr— Jon Inarritu (@JonInarritu) April 9, 2022
الإعلان عن "تعليق" الاتصالات مع حكومة سانشيز يجعل للبوليساريو تتماشى مع الموقف الذي اتخذته الجزائر. فمنذ نشر الديوان الملكي لرسالة بيدرو سانشيز الموجهة إلى الملك محمد السادس، أظهرت الجزائر رد فعل غاضب، أكثر مما أبدته جبهة البوليساريو. فبالإضافة إلى استدعاء السفير الجزائري في مدريد "للتشاور"، تم اتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسبانيا، من خلال تعليق عمليات إعادة رعاياها في وضع غير نظامي، ومراجعة أسعار الغاز المصدّر لمدريد.
وبحسب الرئيس المدير العام لمجموعة النفط والغاز الجزائرية العامة توفيق حكار، فإن إسبانيا هي الدولة الوحيدة المعنية بهذه الزيادة، وقال "منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول، وقد قررت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبيا مع جميع زبائنها، غير أنه لا يستبعد إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الاسباني".
في المقابل، اكتفت جبهة البوليساريو، بالتعبير عن "أسفها" و"استغرابها" من القرار الإسباني، ليتطور بعدها معجم الانفصاليين، ويصفون القرار بأنه "خيانة". وهو المصطلح الذي استخدمه مصدر جزائري رسمي في اليوم الموالي، من نشر رسالة بيدرو سانشيز الموجهة إلى الملك محمد السادس.