نشرت وزارة الخارجية الأمريكية، نص الكلمة التي ألقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم أمس، أمام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك قبل اجتماعهما، وتحدث بالخصوص عن الخلافات مع المغرب، ونزاع الصحراء.
وقال "نحن محاطون بدول لا تشبهنا كثيراً باستثناء تونس. لهذا السبب لدينا علاقات وثيقة للغاية مع تونس لأن لدينا أوجه تشابه في العديد من المجالات". وأضاف أن جميع حدود بلاده "مشتعلة" مضيفا أن موريتانيا أيضا "ليست قوية"، وتابع "وفي الجوار لدينا المملكة المغربية حيث شهدت علاقاتنا دائمًا تقلبات منذ استقلالنا، وهذا الأمر ليس حديثا وليس مرتبطا بقضية الصحراء الغربية".
وأضاف "هناك نوعان من العقليات وطريقتان لرؤية الأشياء"، واتهم المغرب بالسعي إلى "التوسع" على حساب جيرانه، وقال "أنت تعلم أنه لم ينس أحد ولن ينسى أي جزائري أن المغرب هاجمنا عام 1963. في ذلك الوقت لم يكن لدينا حتى جيش نظامي"، وزاد " كانوا يهدفون إلى أخذ جزء من أراضينا". كما اتهم المملكة بالسعي إلى التوسع في موريتانيا.
وتحدث عن قضية الصحراء، وقال إن ما يروج له المغرب "مخالف تماما لما وقعوا عليه"، ورغم حديثه المطول عن الصحراء ادعى أن بلاده "ليست لديها أطماع في الصحراء الغربية"، وأنها ليست طرفا في النزاع، واتهم المغرب بالسعي لـ"زعزعة استقرار الجزائر ولا أعرف سبب ذلك، على الرغم من أننا كنا نحمي المغرب دائمًا"، على حد قوله.
ورغم أن بلاده هي من ترفض فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنة 1994، إلا أنه اعتبر أنه "ليس من الطبيعي أن تظل الحدود مغلقة لمدة 40 عامًا".
وزاد قائلا "موقفنا تجاه الصحراء الغربية - وليس تجاه المغرب - والجميع يعلم أن هذا كان دائمًا نهجنا – مثل موقفنا تجاه تيمور الشرقية، على سبيل المثال، انتهى بنا المطاف بإقناع أصدقائنا الإندونيسيين الذين تربطنا بهم علاقة قوية" لمنح الاستقلال لتيمور الشرقية.
كما تحدث عن موقف بلاده من النزاعات التي شهدتها العديد من الدول كجزر القمر وجنوب إفريقيا، مدعيا أن "الأمر لا يتعلق بالصحراء الغربية فقط - لقد كان هذا هو نهجنا دائمًا".
وواصل الرئيس الجزائري أن بلاده تعاملت "على الدوام مع قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية على قدم المساواة".
فيما اكتفى وزير الخارجية الأمريكي بالقول إنه سعيد بزيارته إلى الجزائر، وأنه يشعر بالسعادة من خلال العمل على تقوية الروابط "بين بلدينا من خلال العمل على الأمن والفرص الاقتصادية المشتركة مثل الاستثمارات والتجارة بين البلدين".
من جهة أخرى، نقلت صحيفة الشروق الجزائرية المقربة من دوائر صنع القرار، عن "مصدر دبلوماسي" لم تسمه، أن بلينكن وتبون لم يتطرقا لإعادة تشغيل أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بأوروبا مرورا بالمغرب"، وأن المناقشات تركزت حول ملفي الصحراء والحرب في أوكرانيا.
وقال نفس المصدر ان الوزير الجزائري "تقدم بشكره للجزائر على التزامها واحترامها للعقود المبرمة مع شركائها في مجال الطاقة، كما ابدى المسؤول الأمريكي، حسب مصدرنا، أمل بلده في العمل مع الجزائر بهدف الاستثمار في استخراج النفط".