أسدل الستار بعاصمة الضباب على فعاليات دورة 2012 من الألعاب الأولمبية، بعد أن أقيم حفل اختتام ضخم، وتم إعلان البرازيل ملتقى للرياضيين الأولمبيّين بعد 4 سنوات من الآن. طويت إذن صفحة الألعاب الأولمبية بلندن مساء أمس الأحد لتفتح صفحة للتقييم و النقاش عن سبب الإخفاق المدوي للرياضة المغربية. فخيبة أمل المهتمين بالشأن الرياضي المغربي بدأت حتى قبل انطلاق الأولمبياد بفضيحة المنشطات التي أطاحت بكل من مريم العلوي السلسولي و أمين لعلو اللذان كان المغرب يعول عليهما لانتزاع ميداليتين في اختصاصهما، فبعدما كان يراد لألعاب لندن أن تعيد الرياضة المغربية إلى السكة بفعل مشاركة المغرب بأكبر وفد له في تاريخ الأولمبياد، حصل العكس وتم رسم صورة سوداء عن الرياضة والرياضيين في المغرب خاصة بفعل فضيحة المنشطات.
فلم يعد اسم الرياضة المغربية التي أنجبت أبطالا كبارا من أمثال هشام الكروج و سعيد اعويطة و نوال المتوكل ونزهة بدوان... اللذين جعلوا النشيد الوطني يعزف في المحافل العالمية، لم يعد يقرن بالإنجازات، بقدر ما عاد يذكر مقرونا بالمنشطات، فقد أصبحت سمعة ألعاب القوى التي باتت تصنف إلى جانب أفغانستان في الحضيض.
نتفهم أن كثيرا من الأنواع الرياضية التي خاضت المنافسات كالرماية وقوارب الكياك والمسايفة والجيدو والمصارعة وسباق الدراجات شاركت من أجل المشاركة فقط، ولم يكن يعول عليها في تحقيق إنجاز يدخلها سجل الفائزين لنقص التجربة وقوة الدول المشاركة، لكن بالمقابل كان يعول على ألعاب القوى و التايكواندو و الملاكمة وكرة القدم أن تمثل المغرب أحسن تمثيل ، بعدما تم توفير الموارد المالية الضرورية لبلوغ هذا المبتغى لكن لا شيئ من ذلك حصل.
يبدوا أن الرياضة المغربية في حاجة إلى و قفة للمحاسبة و التأمل مع الذات علها تحد من عشوائية الأهداف والوسائل والنتائج، وضعف الاستثمار الجيد للطاقات والموارد البشرية المتاحة، بل وإبعادها في أحايين كثيرة. وعدم الاكثرات بضعف النتائج مقارنة مع الموارد المتاحة، وهيمنة سلوكيات الترهل والاستسلام والرضى بالأمر الواقع و الاكتفاء بمحاولة تبريره.