عرف المنحنى الوبائي الأسبوعي المرتبط ب"كوفيد-19" انخفاضا طفيفا إلى حدود 6 دجنبر، حيث بلغ مؤشر تكاثر الفيروس، على مدى الأسبوعين السابقين 0.92.
وبحسب رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، فقد تمت معاينة هذا الانخفاض على الخصوص بالجهة الشرقية (ناقص 25 بالمائة)، ودرعة-تافيلالت (ناقص 22 بالمائة)، وكلميم-واد نون (ناقص 21 بالمائة)، والدار البيضاء-سطات (ناقص 14 بالمائة)، والرباط سلا القنيطرة (ناقص 5 بالمائة)، ومراكش آسفي (ناقص 5 بالمائة)، والعيون-الساقية الحمراء (ناقص 2 بالمائة)، وفاس-مكناس (ناقص 1 بالمائة).
كما أن منحنى الوفيات الأسبوعي، خلال الفترة نفسها عرف بدوره انخفاضا على المستوى الوطني ب3.6 بالمائة. لكن رغم ذلك يبقى الوضع مقلقا، حيث يستمر الضغط على خدمات الإنعاش والعناية المركزة في المستشفيات.
ما سبب تراجع عدد الإصابات اليومية؟
وفي اتصال مع يابلادي، أشارت المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة، الابتكار والبحث العلم، إلى أن شركة "MOLDIAG"، الناشئة التابعة لها، بات الآن لديها "طاقة إنتاجية تبلغ مليون اختبار شهريًا. ويمكن أن تصل هذه الطاقة الإنتاجية إلى 3 ملايين اختبار شهريًا".
لكن على الرغم من توفرها، إلا أن هناك تراجعا في استخدام اختبارات PCR، وفقًا للدكتورة زينب العلوي رئيسة مصلحة الصحة العمومية بالمديرية الجهوية للصحة بالدار البيضاء سطات. وقالت خلال حديثها مع موقع يا بلادي "لاحظنا بالفعل أن عدد الاختبارات قد انخفض في جميع ربوع المملكة، سواء في القطاع العام أو الخاص، يمكننا القول إن ذلك هو سبب تراجع عدد الإصابات".
وبحسبها، يمكن أن يفسر هذا الانخفاض في عدد المسحات الطبية بأن "بعض الأشخاص لا يشعرون بالحاجة إلى إجراء الفحص" لعدم معاناتهم من أعراض حادة.
من جانبه يرى البروفيسور كمال مرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية بالمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، أنه "من الصعب للغاية تفسير هذه الأرقام، إذا لم يتم الاستناد إلى المعلومات التي تم جمعها خلال الأسابيع المقبلة، لمعرفة حقيقة هذا المنحى".
وتابع حديثه قائلا "في الوقت الحالي، يمكننا القول إنه يوجد تحسن طفيف للغاية، إذا أخذنا في عين الاعتبار عدد الوفيات وكذلك عدد المرضى الذين يعانون من أعراض حادة والذين يتم نقلهم إلى وحدات العناية المركزة"، لكن في نظره لا يمكن "القول إن الانخفاض في عدد الإصابات مرتبط بشكل أساسي بتراجع عدد اختبارات PCR".
وأكد البروفسور الفيلالي، أن هناك بعض الملاحظات الأولية حول وجود انخفاض طفيف في معدل الوفيات. رغم أن هذا ليس بالأمر الحاسم، لكنه يعتبر مؤشرًا إيجابيًا، مقارنة بالأسابيع التي كانت المملكة تسجل فيها 70 إلى 80 حالة وفاة بشكل يومي".
وبحسبه فرغم هذا الانخفاض الطفيف في عدد الوفيات اليومية، لازالت وحدات الإنعاش والعناية المركزة في المستشفيات الجامعية "تعرف ضغطا كبيرا"، لهذا يبقى "من الصعب التوصل إلى استنتاجات من خلال عدد اختباراتPCR ".
"يمكننا القول أنه خلال هذه المرحلة من الوباء، تستهدف هذه الاختبارات بصفة أساسية الحالات التي تظهر عليها أعراض الفيروس، وليس تلك الخالية من الأعراض، كما كان عليه الحال في بداية الجائحة، لأن الأولوية حاليًا هي تحديد وعلاج الحالات الحرجة".
وأضاف، أن هناك تغييرا آخر يجب مراعاته وهو أنه لم يعد يستعان باختبار PCR، فقط لتأكيد الإصابة بالفيروس، ولكن أيضا يتم اللجوء إلى الاختبار المصلي. وزاد قائلا "لم نعد نتبع نفس الإجراءات التي كنا نتبعها قبل بضعة أشهر، والتي كنا نقوم خلالها بإجراء الاختبار لجميع الحالات المخالطة للمريض. الآن لم نعد نجري الفحص للحالات التي لا تعاني من الأعراض".