دياسبو #173: ياسين موماد.. مهاجر مغربي في ألمانيا  يسعى لإحداث ثورة في عالم الطيران

يقيم الخبير المغربي في مجال صناعة محركات الطائرات، ياسين موماد، منذ 17 سنة في ألمانيا، ويتولى حاليا الإشراف على مشروعين في شركة كبيرة لصناعة الطيران.

رأى ياسين النور سنة 1984 بمدينة الدار البيضاء، وتابع بها دراسته في المدرسة العمومية، إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية سنة 2002.

ولم يكن اختيار متابعة تعليمه في العلوم بمحض الصدفة، حيث يحكي لموقع يابلادي أن عائلته ساهمت في اختياره "وخصوصا خالي الذي اعتبره قدوة لي، وهو أستاذ جامعي في الفيزياء وله منشورات في مجلات معروفة".

وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، بدأت فكرة متابعة الدراسة في ألمانيا تراوده، عكس زملائه الذي فكر أغلب الراغبين منهم في متابعة دراستهم خارج البلاد، في التوجه إلى فرنسا.

ولتحقيق ما يخطط له، كان عليه أن يلج معهدا متخصصا في تدريس اللغة الألمانية، ويؤكد أنه لشدة رغبته في إتقانها "كنت أسجل برامج بالألمانية وأعيد الاستماع إليها".

ولسوء حظه وبعد أشهر من بداية دراسته اللغة الألمانية، وقع تعديل قانوني وأصبح على الراغبين في متابعة تعليمهم في ألمانيا دراسة سنتين من اللغة وليس سنة واحدة، "آنذاك انسحب الكثيرون ممن كانوا يدرسون معي، بعدما أصابهم الإحباط، لكنني قررت المتابعة".

وبعد نهاية دراسته في المعهد حصل سنة 2004 على التأشيرة، وتوجه إلى ألمانيا التي لم يكن يتوفر بها على معارف أو أقارب. 

وتابع "دون أن أعلم، أحد أساتذتي الذين درسوني الألمانية في المغرب، والذي كنت أطلعه على تفاصيل رحلتي، اتصل ببعض الطلبة الذين سبق له أن درسهم وأخبرهم بقدومي، ومنهم من كانت لي معرفة بسيطة به، إذا سبق لي أن التقيتهم بالمعهد، وإذا بي أراهم قادمين نحوي".

وبعد دراسته سنة تحضيرية، توجه إلى جامعة ميونيخ سنة 2005، من أجل دراسة هندسة الطيران، وحصل على دبلوم دولة في هندسة الطيران نهاية سنة 2010.

ومن الأمور التي لا زالت عالقة بذهن ياسين، أثناء سنوات الدراسة، هو اهتمام الألمان الكبير بالطلبة، وقال "توجهت في أحد الأيام إلى مكتبة الجامعة بحثا عن كتاب يتعلق بالميكانيك كان الطلب عليه كبيرا، فلم أجده وأخبرتني الموظفة أنها ستبحث لي عنه في مكتبات أخرى، وعدت أدراجي إلى المنزل".

وبعد أن ظن أن الأمر انتهى، وصلته رسالة بريدية إلى المنزل بعد أسبوع، تخبره فيها المكتبة أنها لم تجد الكتاب ولذلك قامت بشرائه من أجله، وهو ما ترك وقعا كبيرا عليه.

ولم تنته قصته مع الرسائل البريدية هنا، حيث يحكي أنه بعدما تفاجأ برسوبه في أحد الامتحانات توجه إلى أستاذ وطالبه بمراجعة النقطة التي منحه إياها لأنه كان متأكدا من إجاباته، لكن الأستاذ رفض، وعاد خائبا، و"بعد أسبوعين توصلت برسالة إلى المنزل، من لجنة الامتحانات لإخباري أنهم أعادوا النظر في ورقتي بعد تدخل أحد الأساتذة الذي علم بما وقع، وأنني نجحت في الامتحان".

بعد ذلك اشتغل ياسين في شركة تقوم بصيانة محركات الطائرات، ثم توجه للعمل في شركة تقوم بصناعة وصيانة الطائرات ومحركاتها، وهي الشركة التي يعمل بها إلى الآن.

وأكد ياسين موماد أنه يتابع نمو قطاع صناعة الطيران في المغرب، وعبر عن أمله في أن يجد سبيلا للعمل مع المغرب مستقبلا، أو على الأقل أن "أكون صلة وصل لهذا القطاع بين ألمانيا والمغرب".

ووجه ياسين دعوته للشباب من أجل "الاستثمار في الذات، خصوصا وان ابواب المعرفة باتت مفتوحة امام الجميح بفضل التطور التكنولوجي"، مؤكدا " ان الصبر والمثابرة واعتبار العقبات والعوائق بمثابة تحديات في سبيل الوصول الى الهدف، هو مفتاح النجاح".