و قد كان الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، قال على ان الدين الإسلامي لا يحرم ممارسة الجنس مع جثة الزوجة بعد وفاتها، شريطة وجود عقد قران بين الزوجة المتوفاة و الزوج، بحكم أن عقد الزواج لا يبطل بموت أحد الطرفين.
غير أن هذه الفتوى قوبلت بالاستهجان في المغرب، فقد وصف البعض الفقيه صاحب الفتوى ب "صاحب الفتاوى الشادة" و "المتخصص في الفتاوى الجنسية"...، و كان وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قد قال أنه مستعد لوضع أصحاب الفتاوى الغريبة في السجن، في حال سن البرلمان قانونا لذلك، في إشارة واضحة لعبد الباري الزمزمي.
بالمقابل يبدو أن هذه الفتوى وجدت لها صدى في مصر، فمجلس الشعب هناك (البرلمان) و في سابقة من نوعها، يناقش مشروع قانون يتيح للرجل معاشرة زوجته بعد وفاتها في وقت لا يتجاوز الست ساعات، مشروع القانون هذا لقي معارضة من قبل تنظيمات و جمعيات تعنى بقانون المرأة، فقد بادرت رئيسة "المجلس القومي للمرأة" في مصر ميرفت تلاوي، إلى توجيه رسالة اعتراض باسم النساء المصريات الى المتحدث باسم مجلس الشعب المصري.
يذكر أن مجلس الشعب المصري يسيطر عليه بعد إجراء الانتخابات المصرية الأخيرة التي تلت الثورة هناك، حزبان إسلاميان، هما حزب الحرية و العدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، و حزب النور التابع للسلفيين.
مثل هذه الفتاوى الغريبة لا يقتصر إصدارها على فقهاء المغرب، فقد سبق وان صدرت عن رجال دين فتوى تحريم الانترنت على المرأة إلا بوجود محرم، وفتوى إرضاع الكبير التي أثارت جدلأً شعبياً وإعلامياً واسعاً قبل سنوات، ورأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين بعدم ارتداء القبعة ذات المظلة، وفتوى الشيخ ذاته بعدم جواز تعلم اللغة الإنكليزية لأن في ذلك تشبه بالكفار...