قبل يومين من انطلاق عملية القوات المسلحة الملكية في الكركرات، شجع الأمين العام للأمم المتحدة، في اتصال هاتفي، وزير الخارجية الموريتاني على الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو. وحث أنطونيو غوتيريش نواكشوط على الاضطلاع "بدورها الإيجابي المعترف به من قبل جميع الأطراف لحل هذه الأزمة".
وبعد تحرير المعبر واستئناف حركة البضائع والأشخاص بين البلدين، تشير المؤشرات إلى أن موريتانيا بدأت بالفعل تعمل في هذا الاتجاه. ويتجلى ذلك في سلسلة اللقاءات التي عقدها رئيس الدبلوماسية في الأيام الأخيرة مع ممثلين من عواصم الدول المؤثرة في قضية الصحراء الغربية.
وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد استقبل الأسبوع الماضي سفير فرنسا. وخلال هذا الأسبوع استقبل سفيري الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. "وتم خلاله اللقاء التطرق إلى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وإلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك" حسب ما ذكرته الوكالة الموريتانية للأنباء. وهو تلميح لحالة التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وسبق هذه المناقشات مع السفيرين الأمريكي والبريطاني، مقابلة أجراها ولد الشيخ في نفس اليوم مع مبعوث البوليساريو سالم ولد السالك. وفي 20 نونبر الماضي، أجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وكان هذا الاتصال الهاتفي "مناسبة تطرق فيها قائدا البلدين إلى آخر التطورات الإقليمية".
ولا يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوحيد الذي يراهن على وساطة موريتانية لتجنب أي تصعيد في المنطقة، إذ عبرت الولايات المتحدة عن نفس الموقف قبل اندلاع الأزمة. وسبق لديفيد هيل، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، أن دعا إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال المائدة المستديرة الأولى في جنيف، في دجنبر 2018، بين المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، إلى محاولة التوفيق بين وجهات النظر بين المغرب والجزائر.
وفي الوقت الراهن يبدو أن الوساطة الموريتانية تتجاهل الجزائر، التي تلعب دورا رئيسيا في هذا النزاع. فمنذ العملية العملية العسكرية المغربية في 13 نونبر في الكركرات، لم يتم أي اتصال رسمي بين وزير الخارجية الموريتاني ونظيره الجزائري صبري بوقادوم. رغم أنه هذا الأخير تطرق لنفس الموضوع، خلال مكالمة هاتفية، مع ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.