جاءت هذه الوقفة أسبوعا بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات البلدية بهذه المدينة، وعيا من المغاربة بأن تنظيمها في خظم الحملة الإنتخابية كان من شأنه صب الزيت على النار و كان من الممكن أن يتجند ناخبي الحزب العنصري أكثر و حصد أكبر عدد من الأصوات. للتذكير، فإن هذا الحزب لم يحصل على ذاك النجاح الذي كان ينتظره بهجومه على المغاربة، و من تم على كل المهاجرين، بل لم يتعد سقف 8 في المأة من الأصوات المحصل عليها.
نُظمت الوقفة تحت شعار: "مرحبا بكم: التفتح على بعضنا البعض، التسامح، التبادل و القبول المتبادل لبعضنا البعض" في مكان رمزي و هو شارع الإمبراطورة مريا تيريزا، التي حاولت منافسة فرنسا في استعمار المغرب في مؤتمر الجزيرة الخضراء. و قالت السيدة محاسين التازي في كلمة افتتاحها بأن أغلبية المغاربة المقيمين في مدينة إنزبروك يعيشون بهذه المدينة منذ عشرات السنين و هم مندمجون مهنيا و اجتماعيا و واعون بما فيه الكفاية بأنهم لا يعيشون بين ثقافتين مختلفتين، بل جمعوا بين ثقافتهم الأصلية و الثقافة النمساوية، و يعتبرون هذا حظا بالنسبة لهم. و يعتبر الإندماج في حياتهم اليومية أخذا و عطاء و تفتحا على الثقافات الفرعية لبلدهم الثاني: النمسا و تواصلا إيجابيا مع النمساويين في إطار إنساني حميم، وعيا منهم بأن ما يجمعهم هو ليس العيش معا على بقعة جغرافية من هذا العالم الشاسع الأطراف، بل كذلك اقتسامهم لنفس التطلعات للعيش الكريم و لمُثل أخلاقية و روحية مشتركة، قوامها احترام الأخر في هويته الثقافية و العقائدية في مناخ متسامح و متفتح. كما أكدت في كلمتها، بأن ما حرك المغاربة لدعوة النمساويين للإلتقاء بهم ليس هو الديني و لا السياسي، بل الإجتماعي و الثقافي و بأنهم لا يخدمون أية جهة لا دينية و لا سياسية، لا في بلدهم الأصل و لا في النمسا.
و قد لاقت هذه الوقفة ترحيبا كبيرا، ليس فقط من طرف الجالية المغربية بهده المدينة، بل و أيضا من طرف النمساويين أنفسهم، الذين حضروه بكثافة و تواصلوا مع المغاربة في جو حميمي بديع كعربون على أن العلاقة التاريخية الجيدة بين المغرب و النمسا جد جيدة و لا يمكن أن تتأثر سلبيا بسحابة صيف عابرة لحزب يميني متطرف. و تجذر الإشارة إلى أن المرء لاحظ حظور زعيم اليمين المتطرف بهذه المدينة، الذي قاد حملتهم الإنتخابية، على مقربة من مكان الوقفة و الراجح أنه كان يود الإعتذار الرسمي للمغاربة بهذه المدينة، كخطوة تكتيكية جديدة منه لينجو بجلده، على الرغم من أن حزبه لم يعتذر إلى حد الآن على شعاره الإنتخابي، و لن يعتذر، لأن معاداته للأجانب متجدرة في أيديولوجيته العنصرية. و الراجح أن ما دفع زعيمهم بمدينة إنزبروك للإقتراب من مكان وقفة المغاربة، هو أنه يحاول تلميع صورته من جديد، لأنه مالك فندق يأوي السياح الأجانب، و قد عزف الكثير منهم عن فندقه بعد علمهم بحملته ضد الأجانب في شخص المغاربة.