تولى السفير الياباني في المغرب شينوزوكا تاكاشي مهامه رسميا في المغرب في يناير 2020، ورغم أن ذلك تزامن تقربا مع بداية انتشار جائحة كورونا في المغرب، إلا أنه قام بإطلاق مبادرات للاطلاع على البلد عن قرب، ويوم أمس قام بزيارة مجاملة لمقر موقع يابلادي في مدينة الدار البيضاء، وهو ما شكل فرصة سانحة لنا للحديث معه حول الأزمة الصحية الحالية والعلاقات الثنائية بين المغرب واليابان.
وقال شينوزوكا تاكاشي "لقد تأثرت برد المغرب الاستباقي والمسؤول والشجاع، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس (...) واجه المغاربة الجائحة بشجاعة كبيرة".
يذكر أنه في إطار دعم جهود المغرب للحد من انتشار الوباء، قدمت الحكومة اليابانية مساعدات طارئة بقيمة 4،650،000 دولار للمملكة، وتم توقيع اتفاق بهذا الخصوص يوم 10 يوليو بين السفير الياباني ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
ساعدت هذه المساعدة المالية في تجهيز عدة مستشفيات بالأجهزة الضرورية لمواجهة الوباء. كما خصصت اليابان 573804 دولار أمريكي، من خلال تعاونها مع اليونيسف في المغرب، لدعم جهود المملكة.
وبخصوص الجانب الاقتصادي، تسير العلاقات بين البلدين في الاتجاه الصحيح، إذ قفزت المملكة إلى مرتبة الشريك الثاني لطوكيو في القارة الافريقية بعد جنوب إفريقيا. وقال السفير الصيني "لقد أصبح المغرب شريكا اقتصاديا ذا أهمية متزايدة لليابان. أكثر من 70 شركة يابانية تستثمر هنا وخلقت حوالي 40 ألف فرصة عمل، أي ضعف الرقم قبل خمس أو ست سنوات".
"نحن معجبون بالبنية التحتية الممتازة للمملكة، لا سيما من حيث الموانئ والسكك الحديدية، وتولي اليابان أهمية كبيرة لدعم القارة الأفريقية في تنميتها (...) يمكن لبلدينا العمل جنبًا إلى جنب في هذا الاتجاه"
وفي هذا السياق ، أشار شينوزوكا تاكاشي إلى "العلاقات الممتازة بين العائلتين الحاكمتين" وكذلك "التاريخ الطويل من التعاون الثنائي" ، لا سيما التعاون الفني واستقبال الخبراء من الجانبين.
وتمتد العلاقات الجيدة إلى ما هو سياسي، إذ كثيرا ما دعمت اليابان ورحبت بجهود المغرب في العديد من القضايا، كالحوار الليبي، الذي احتضنه المغرب بغية التوصل إلى اتفاق ينهي واقع الانقسام في هذا البلد المغاربي.
ويشمل التعاون الثنائي أيضًا القطاعات الاجتماعية والأكاديمية والتعليم العالي. وهكذا فقد تم اختيار ثمانية شباب مغاربة مؤخرًا كجزء من مبادرة تعليم إدارة الأعمال الأفريقية (ABE) للطلاب الأفارقة في اليابان.
في 17 أكتوبر ، أقام شينوزوكا تاكاشي حفل استقبال في مقر إقامته على شرف المجموعة السادسة من المشاركين المغاربة في هذا البرنامج التعاوني. ويتضمن البرنامج منحة دراسية لدراسة الماستر في الجامعات اليابانية، مع إمكانية استكمال الدورة ببرامج تدريبية في الشركات اليابانية.
ويتم تنفيذ هذا البرنامج بتمويل من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) ، بموجب توصيات مؤتمر طوكيو الدولي الخامس للتنمية الأفريقية (TICAD V) ، والذي عقد في عام 2013 بيوكوهاما.
وتستثمر اليابان في المملكة، في المجال الاجتماعي أيضا، من خلال "الصندوق الاستئماني الياباني" (JTF) ، الذي أطلقته حكومة طوكيو لدعم الجمعيات الأعضاء في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة (IPPF). الذي يهدف إلى تعزيز خدمات الصحة الإنجابية، في كل من أفريقيا وآسيا.
وشدد السفير الياباني في حديثة مع موقع يابلادي على أن "المغرب بلد ناشئ" مؤكدا أنه "يجب تعزيز الشراكة المتكافئة" بين طوكيو والرباط.