أدانت العديد من المنظمات والمؤسسات الإسلامية، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي زعم فيها أن الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه المغربي أحمد الريسوني، أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم "فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته، فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق".
وأكد الاتحاد في بيان له أن مثل هذه التهجمات غير المبررة والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام تحت غطاء الحرية "هي التي تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية، وتحول دون التعايش السلمي القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها".
وشدد الاتحاد على أن هذه الهجمات المتكررة على الإسلام تؤذي مشاعر مليار و700 مليون مسلم، و"لا تتناسب إلا مع فكر القرون الوسطى الذي دفع أوروبا إلى حرب دينية صليبية سماها السلطان صلاح الدين حرب الفرنجة، وقال إنها ليست حرب الصليب وإنما هي حرب اقتصادية واستغلالية، وسيدنا المسيح عليه السلام بريء منها لأنه قائد التسامح والمحبة".
ووجه الاتحاد حديثه إلى ماكرون قائلا "ندعوكم وأمثالكم إلى التسامي فوق هذه النزاعات العنصرية، ندعوكم إلى المبادئ المشتركة، إلى التعايش السلمي، إلى الحريات للجميع، إلى الاندماج الإيجابي القائم على احترام خصوصية كل قوم ودين ولون".
من جانبه أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بيانا جاء فيه أن الرئيس الفرنسي اتهم الإسلام "باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين"، وأضاف "نرفض بشدة تلك التصريحات ونؤكد أنها تصريحات عنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم".
واستنكر البيان إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، مؤكدا أن هذا الإصرار "خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض، وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة".
في المغرب.. ردود متحفظة
في المغرب اختارت الجمعات والحركات الإسلامية التزام الصمت حتى الآن، وفي تصريح لموقع يابلادي قال عبد الرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح التي تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية " المكتب التنفيذي لم يجتمع بعد للنظر في هذه المسألة".
وتابع "سنأخذ وقتنا الكافي للتعليق على خطاب الرئيس الفرنسي، لا يجب الرد على خطاب سياسي بخطاب من نفس النوع. لا شك أن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال اجتماعنا ليوم الثلاثاء، حيث سيتقرر في المقام الأول ما إذا كنا سنرد على هذا الخطاب أم لا".
بالمقابل وصف الشيخ السلفي محمد الفزازي في تصريح خص به موقع يابلادي خطاب الرئيس الفرنسي بأنه "خطاب عنصري ووقح"، وأضاف أن "هذه الخرجة بعيدة كل البعد عن الذكاء. يخاطر الرئيس ماكرون بفقدان أصوات حوالي 6 ملايين مسلم في فرنسا، في الوقت الذي يستعد فيه للترشح للانتخابات الفرنسية لولاية ثانية سنة 2022".
وعلى غرار حركة التوحيد والإصلاح لم تخرج جماعة العدل والإحسان ببيان رسمي بخصوص تصريحات ماكرون، وقال محمد الحمداوي مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة في تصريح ليابلادي "اتهامات الرئيس الفرنسي ضد نحو ملياري مسلم خاطئة، في الوقت الذي يزداد فيه الإسلامي الوسطي قوة يوما بعد يوم".
وزاد قائلا "الأزمة الحقيقية في العالم الإسلامي تكمن في الأنظمة الاستبدادية المدعومة من بعض القوى الغربية، والتي تعمل على تقويض مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعمل ضد مصالح الشعوب الإسلامية".
وتابع "للأسف، تفيد مثل هذه التصريحات كافة أشكال التطرف: علماني وعنصري وديني". فيما قال حسن بناجح وهو أيضا قيادي في الجماعة، إن العدل والإحسان تشترك في نفس الموقف مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص هذه القضية.