مع اقتراب موعد انتخابات 2021، يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار على وقع استقالات متتالية في صفوفه، فيوم أمس التحق عضو المجلس الوطني للحزب ومنسقه الجهوي السابق بالرباط، عبد القادر تاتو، بركب المستقيلين.
وفي رسالة موجة إلى رئيس الحزب عزيز أخنوش، قال إن الاستقالة تعود "لأسباب شخصية"، وتشير بعض المصادر إلى أنه سيخوض الانتخابات المقبلة بألوان حزب الاتحاد الدستوري.
وقبل ذلك بأيام أعلن القيادي في الحزب بمدينة فاس علي منور، استقالته من الهياكل التنظيمية لحزب الحمامة، علما أنه سبق لفصيل الطلبة التجمعيين بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمدينة ذاتها أن أعلن استقالته أيضا من الحزب في وقت سابق.
ويوم 6 غشت الجاري أعلن 25 عضوا من المنتسبين للحزب، بجماعة أيت عميرة الترابية، التابعة للتنسيقية الإقليمية للحزب بإقليم اشتوكة آيت باها، استقالتهم بشكل جماعي.
وتضمنت رسالة الاستقالة الموجهة إلى المنسق الإقليمي للحزب تعليلات لها علاقة بأسباب شخصية، وأخرى لظروف خارجة عن إرادتهم، مبرزين أن هذه الأسباب اضطرتهم إلى الاستقالة من الحزب بصفة نهائية.
وقبل ذلك أعلن العشرات من أعضاء الحزب بإقليم الرحامنة استقالتهم بشكل جماعي احتجاجا على اتخاذ قرارات دون الاستشارة معهم.
نحو حركة تصحيحية؟
وفي تدوينة لها على الفايسيوك قالت البرلمانية السابقة والقيادية في حزب التجمع الوطني للاحرار نعيمة فرح، إنها تلقت اتصالات من مناضلي الحزب للانضمام إلى الحركة التصحيحية، وأكدت أن المئات يعانون من ممارسات "غير صائبة في الفعل الحزبي".
وتحدثت النائبة السابقة لرئيس الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار خلال الولاية التشريعية السابقة عن "التهميش" و"مصادرة الرأي المخالف" داخل الحزب.
من جانبه قال القيادي في الحزب عبد الرحيم بوعيدة في تدوينة مطولة على صفحته في موقع الفايسبوك إن "الحزب يعيش على صفيح ساخن"، وأعرب عن استغرابه للمنطق " الذي تدار به الأمور داخل بيت الأحرار"، وأكد أنه يتابع حالة "الاستياء العام" التي يعيشها هذا التنظيم السياسي.
واتهم قيادة الحزب بالسير "بخطى ثابتة" نحو تدمير الحزب، وأكد أنها تدير الأمور "بمنطق المقاولة بعقلية الباطرونا وليس بحس السياسي وتوقعاته"، وأضاف أن الحزب "يحتاج لمشرط الجراحة عله يجتث جذور من اوصلوه لهذا المصير دون حتى علم زعيمه".
وتابع الرئيس السابق لجهة كلميم واد نون أن "الحاجة ملحة لعقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة بمنطق الديمقراطية لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة بإجماع غريب".
واعتبر بوعيدة أن الحزب بحاجة إلى "حركة تصحيحية تخرج من صالونات التنظير ومواقع التواصل الاجتماعي إلى العلن لتعلن القطيعة أو الحوار.. الاستمرار او الانسحاب الجماعي".
وألمح إلى تقديم استقالته في حال استمرت الأمور على حالها، وقال "البقاء في حزب يحارب نفسه ويقتل نفسه أشبه بانتحار".
يذكر أنه سبق للأحرار أن عاش خلال سنة 2010 أزمة حادة بين أعضائه، انتهت ببروز حركة تصحيحية قادها صلاح الدين مزوار، أطاحت بمصطفى المنصوري من الرئاسة.