في الوقت الذي تتجه فيه ألمانيا إلى تشديد إجراءات العزل للحد من انتشار وباء كورونا من خلال الغرامات ومنع التجمعات وتحديد أعدادها، تنشغل السلطات الصحية في مدينتي فيسبادن وماينز بتداعيات حفل زفاف مغربي تسبب في إصابة عشرات الأشخاص بالفيروس الفتاك.
وبحسب موقع قناة "أس في آر" الألمانية فإن الزوجين المغربيين المنحدرين من فيسبادن أقاما حفل زواجهما في مدينة ماينز المجاورة، وكان أحد المصابين بفيروس كورونا بين المدعوين للحفل البالغ عددهم نحو مئة شخص.
ووصل عدد المصابين بالعدوى حتى الآن إلى أكثر من 30 شخصاً، حسبما ينقل الموقع عن رئيسة مكتب الصحة في فيسبادن كاشلين بوت في مؤتمر صحفي يوم أمس الأربعاء (26 غشت 2020). وأضافت بوت أن المشكلة تكمن في أن التجمع كان يضم الكثير من الأسر الكبيرة والعديد من الأطفال، وهو ما يزيد عدد الأشخاص المخالطين لهم في محيطهم الاجتماعي، لذلك تتوقع أن عدد المصابين سيزداد بشكل كبير.
أما صحيفة "ميركوريست" المحلية في فيسبادن فتنقل عن مكتب الصحة أن المصابين لم يتمكنوا من تحديد الأشخاص المخالطين لهم بعد ظهور الأعراض الأولى عليهم لمرض كوفيد-19، إذ لم تحصل السلطات الصحية في المدينة على قائمة كاملة بأسماء المدعوين إلا بعد أيام من حفل الزواج الذي أُقيم في 15 غشت الجاري. وذلك لعدم تعاونهم مع السلطات، كما توضح صحيفة "فرانكفورتر نويه بريسه".
وبعد الحصول على قائمة المدعون تم إخبار بقية الحاضرين بحصول الإصابات لكنهم كانوا قد مارسوا حياتهم الطبيعية في العمل والدراسة خلال هذه الفترة. ولهذا فرضت السلطات حجراً صحياً على صفوف دراسية بأكملها يتعلم فيها الأطفال الذين حضروا الحفل.
وتنقل صحيفة "فرانكفورتر نويه بريسه" عن بوت قولها: "من الواضح جداً أنه لم يتم الالتزام بقواعد التباعد والنظافة العامة خلال حفل الزفاف". وأضافت: "نتحقق حالياً من الغرامات التي يمكن أن نفرضها على ضيوف فيسبادن وما هو مقدارها". وتتيح إجراءات السلطات الألمانية فرض مثل هذه الغرامات في حالة عرقلة أعمال التحقيق والمخاطر المرتبطة بها على السكان. وبحسب القوانين الألمانية تهدد الزوجين غرامة قد تصل إلى 2500 يورو لعدم الالتزام بقواعد التباعد.
وبسبب هذا الزفاف وتجمعات أخرى للاحتفال فإن عدد الإصابات في فيسبادن بات في تزايد. وتعمل سلطات المدينة الآن على تشديد قواعد كورونا الخاصة بها. وسيتم تطبيق مجموعة من الإجراءات الجديدة في المدينة للحد من انتشار الفيروس، ومنها حظر مبيعات ليلي على المشروبات الكحولية اعتباراً من يوم الجمعة . وأظهرت التجربة أن الأشخاص يصبحون أكثر إهمالاً مع زيادة استهلاك الكحول كعدم الالتزام بمسافة كافية في الاحتفالات، وفقاً لإدارة المدينة.
ينشر بشراكة مع DW