نظمت الأطر الصحية بالمركز الاستشفائي الجهوي ابن زهر، وقفة احتجاجية يوم أمس الاثنين 17 غشت، أمام قسم المستعجلات، للتنديد بالوضع المأساوي داخل المستشفى، ولمطالبة وزارة الصحة بالتدخل، ونهار اليوم حلت لجنة وزارية بالمدينة لمعاينة الوضع.
ومع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بدأت مستشفيات مدينة مراكش تعاني من الضغط، وقبل أسبوع واحد نددت جمعية الأطباء المقيمين بمراكش في بلاغ لها بالوضع وتحدثت عن تسجيل إصابات بالفيروس في صفوف الطاقم الطبي.
وفي تسجيل صوتي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، دقت طبيبة أخصائية في العناية المركزة بمستشفى ابن زهر، ناقوس الخطر، ونددت بالنقص في الموارد البشرية وكذا بارتفاع عدد الوفيات بالمركز الاستشفائي.
وحول هذا التسجيل، قال عماد سوسو، نائب الكاتب العام للمكتب النقابي الموحد بمستشفى محمد السادس الجامعي في مراكش في تصريح لموقع يابلادي أنه "تم تسجيله من طرف طبيبة أخصائية في الإنعاش أعرفها" وهي أيضا عضو في النقابة. وأضاف "بكت الطبيبة لأن مرضاها ماتوا في أروقة المستشفى، رغم أن لديها 20 عامًا من الخبرة وتعرف تماما كيف تتعامل في مثل هذه الأوضاع".
وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع قال إن ذلك "راجع لنقص في أجهزة التنفس التي تتطلبها مجموعة من الحالات"، وأضاف أنه "من الناحية التاريخية، فإن مستشفى ابن زهر ليس بمركز استشفائي الجهوي ".
وتابع المسؤول النقابي قائلا إن "مراكش تدفع الآن الثمن، مقارنة بالمدن الأخرى، لأن المركز الاستشفائي الجهوي كان في الأصل مستشفى ابن طفيل (المعروف في مراكش كمستشفى مدني تم بناؤه عام 1938) وابن زهر لم يكن مستشفى إقليميا ". وعندما شيد بالمدينة مركز استشفائي جامعي وبدلاً من "تسليم مستشفى ابن طفيل إلى المندوبية الجهوية للصحة، تم نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي".
وأوضح أن منطقة مراكش "فقدت مركزها الصحي الجهوي الذي يقدم مستوى رعاية مصنفًا من المستوى 2. ونتيجة لذلك، لدينا حاليًا رعاية من المستوى 1 و3 فقط، والمستوى 2 مهم لتخفيف حدة الضغط على المستشفى الجامعي".
وتابع أن مستشفى ابن زهر الصحي تحول إلى مركز استشفائي جهوي "دون توفر أدنى المعايير" موضحا أن "المبنى قديم جدًا ولا يمكنه تحمل ارتفاع الطلب حتى في الأوقات العادية. وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم استشارات طبية لمرضى كوفيد 19 في مراكش".
"يتوجه الجميع إلى هذا المستشفى، سواء الأشخاص الذين يريدون إجراء اختبار الكشف عن الفيروس، أو أولئك الذين يرغبون في الحصول على استشارة لأن لديهم أعراضا، وأولئك الذين يتم إرسالهم عن طريق العيادات. وأسوأ ما في الأمر أن مستشفى ابن زهر يرحب أيضًا بالمرضى غير المصابين بفيروس كوفيد ويقدم الاستشارات العادية ".
بالإضافة إلى ذلك، فإن المركز الصحي يواجه وباء كورونا دون مدير. وقال سوسو "أولاً، تمت إقالة المندوب الإقليمي من منصبه من قبل الوزارة وتشغل منصبه المديرة الإقليمية للصحة لفترة مؤقتة، ليعوضها بعدها مدير ثان جاء ليحل محل الأول، لكن سرعان ما قدم استقالته كما فعل الثالث مؤخرا".
من جهته، قال طبيب داخلي في المستشفى الجامعي بمراكش في تصريح ليابلادي إن المركز "أصبح يتعامل فقط مع مرضى كوفيد، بالإضافة إلى وحدتين للعناية المركزة في مستشفى الرازي وثلاثة في ابن طفيل". وأوضح قائلا "لا يقوم المركز الاستشفائي الجامعي بتقديم استشارة طبية لمرضى كوفيد، لكن يجب انتظار موافقته لكي يقوم المركز الاستشفائي الجهوي بنقل المرضى إليه وفقًا للأماكن المتاحة".
وحذر قائلا، إنه باستثناء الراغبين في السفر إلى الخارج والملزمين بإجراء اختبار PCR، فإن باقي المواطنين "يتوجهون نحو ابن زهر، الذي يواجه ضغطا كبيرا على مستوى مختبره، وأجهزة المسح الخاصة به، ووحدة العناية المركزة الخاصة به، وأقسام المستعجلات. كل ذلك بدون توفر موارد بشرية ولا أجهزة تنفس. بل وصل الأمر إلى أن يفترش بعض المرضى مراحيض المستشفى، نظرا لعدم توفر أماكن أخرى" حسب ما جاء على لسان الطبيب.