يشكل موضوع تجديد أسطول حافلات النقل العمومي بالدار البيضاء، مند مدة، موضوع خلاف بين حزبي العدالة والتنمية الذي يتولى تسيير شؤون العاصمة الاقتصادية للمملكة، وحزب التجمع الوطني للأحرار.
وبعد هدوء استمر لأشهر، عاد الخلاف بين الحزبين الحليفين في الأغلبية الحكومية ليطفو على السطح. فخلال جلسة الأسئلة الشفوية بداية الأسبوع الجاري وجه فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب سؤالا إلى مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، بخصوص قيام بعض المؤسسات باستيراد بعض المنتوجات من قبيل استيراد الحافلات من تركيا، في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد الوطني إلى التشجيع.
ورد الوزير المنتمي لحزب الحمامة قائلا إن المغرب يقوم حاليا بصناعة 200 حافلة، وتأسف لاستيراد مدينة الدار البيضاء لـ 500 حافلة أخرى من تركيا.
وأكد العلمي أن المملكة تقوم حاليا بتصنيع 200 حافلة ضمن 700 حافلة موجهة لمدينة الدار البيضاء، وأعرب العلمي عن أسفه بخصوص استيراد 500 حافلة من هذا البلد، مؤكدا أنه يتمنى لو تم أيضا صناعتها بالمغرب، مردفا: 'ولكن هذا الأمر سيتحقق في المستقبل لا محالة".
وسبق لزيارة قام بها مولاي حفيظ العلمي، نهاية الشهر الماضي، لمصنع الحافلات في الصخيرات، الذي يعمل على إنتاج 200 حافلة للنقل الحضري، لمدينة الدار البيضاء، غضب حزب العدالة والتنمية.
ونشر عبد الصمد حيكر القيادي في حزب المصباح، والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس مدينة البيضاء، تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، هاجم فيها الوزير العلمي وتساءل عن سبب وسياق ومعنى هذه الزيارة، خصوصا وأن الوزارة بحسبه "كانت خارج التغطية خلال مسلسل هذا الانجاز الذي تشرف عليه مؤسسة التعاون بين الجماعات " البيضاء" بدعم ومواكبة من وزارة الداخلية ووزارة المالية وتعاون مع جهة الدار البيضاء سطات".
وأضاف "هل يمكن أن يفهم من ذلك أن وزارة الصناعة، وبعد أن انتصرت على البؤر الوبائية الصناعية!! قد استفاقت وعقدت العزم على الانخراط في دعم مؤسسة التعاون بين الجماعات".
واتهمه بمحاولة "الركوب على منجزات الاخرين، التي صارت مؤكدة بعد وصولها الى الخط المستقيم قبل خط النهاية".
وتابع أنه "أصبحنا نسمع ونرى من هنا وهناك من يريد ان يظهر مظهر البطل صانع الانجازات رغم انه بالامس القريب جدا، كان يراهن على فشلٍ ما في تدبير هذا القطاع فبادر منهم من بادر الى مقاطعة دورات مجلس مؤسسة التعاون البيضاء، سيما تلك التي كانت تتضمن نقاطا حاسمة في مسلسل صناعة هذا الإنجاز".
يذكر أنه سبق لحزب التجمع الوطني للأحرار أن انتقد تسيير حزب العدالة والتنمية لملف النقل في العاصمة الاقتصادية للمملكة في العديد من المناسبات.