الأخبار الواردة من هناك تتحدث عن اقتحام القوات العمومية للمنازل و ترهيب الأسر، وكذا اقتحام بعض المحلات التجارية و تخريبها، الأنباء المتواترة التي تصلنا من عين المكان تؤكد أن هناك عدة حالات أصيبت بالاختناق نتيجة الاستعمال المفرط لقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل القوات العمومية،وأن بعض المصابين كانوا ينزفون من الفم و الأنف نتيجة استنشاقهم لهذا الغاز، وكانت وكالة الأنباء الرسمية قد تحدثت عن عودة الهدوء إلى المدينة يوم الثلاثاء لكن خروج مسيرة احتجاجية أجج الوضع من جديد بالمدينة.
وتفاعلا مع نفس الموضوع أصدرت عدة منظمات تهتم بحقوق الإنسان بيانات تدين فيها الاستعمال المفرط للقوة ضد المحتجين.
وفي مدينة الرباط تم تفريق مظاهرة مساندة لبني بوعياش،هذه المظاهرة نظمت من طرف مجموعة من الإطارات .تدخل رجال الأمن وصف بالعنيف، بعض الأخبار الواردة من هناك أفادت أن مسئولين أمنيين صرحوا بأن التظاهرة لم يكن مرخصا لها، فيما أفاد شهود عيان أنهم عاينوا أكثر من ثلاثة مصابين في صفوف المحتجين، وأن قوى الأمن لاحقت المتظاهرين داخل الأزقة في قلب العاصمة الرباط.
وكان السيد مصطفى الرميد قد التقى بعضا من منظمي الوقفة ومنهم قياديون في اليسار الاشتراكي الموحد وقدم لهم "اعتذاره الشديد" بصفته وزيرا داخل الحكومة، وقال أنه يرفض الاعتداء على المواطنين ودعا إلى قبول الاحتجاجات كيفما كانت مادامت لم تخرج عن نطاقها السلمي ولم تخل بالنظام العام أو الأمن العمومي،وأكد أنه سيتصل بالجهات المسؤولة ليعرف ماذا وقع ويعمل من أجل أن لا يتكرر هذا الذي وقع بأي حال من الأحوال.
أما في وجدة فقد تحولت مسيرة طلابية كان من المقرر أن تتجه نحو وسط المدينة نظمها طلبة جامعة محمد الأول للتضامن مع بني بوعياش إلى مواجهات طاحنة، بعدما حاول رجال الأمن تفريقها بالقوة، طلبة من عين المكان أكدوا ليابلادي أن القوات العمومية استعانت بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المظاهرة غير أن الطلبة ردوا عليهم بالرشق بالحجارة.
رجال الأمن أرادوا تفريق التظاهرة التي سرعان ما تحولت إلى مواجهات انتقلت إلى الأحياء المجاورة للكلية و زادت بقعة المواجهات اتساعا. هذه المواجهات استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل.
مدينة أكادير بدورها لم تسلم من عدوى المواجهات، فقد شهدت جامعة ابن زهر بالمدينة مواجهات عنيفة إثر مسيرة طلابية قام بها الطلبة للتضامن مع ساكنة بني بوعياش،الأنباء الواردة من هناك تؤكد أنه تم اعتقال طالبين على الأقل وإصابة العديد من الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة.
أما في مدينة الدار البيضاء فقد نظمت الجمعية المغربية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب وقفة تضامنية بساحة محمد الخامس وسط المدينة، الوقفة بدورها لم تسلم من تدخل رجال الأمن الذين نجحوا هذه المرة في تفريق التظاهرة من دون وقوع مواجهات بين الطرفين.