عاد حوالي 500 مغربي تقطعت بهم السبل في مليلية بعد إغلاق المغرب حدوده لتجنب تفشي فيروس كورونا، إلى أرض الوطن على شكل مجموعات بداية من يوم الجمعة 15 ماي الجاري. وتحدث العائدون لموقع يابلادي عن معاناتهم في الثغر المحتل قبل عودتهم إلى أرض الوطن.
رشيد واحد من هؤلاء، سافر إلى مليلة من مدينة وجدة يوم 13 مارس من أجل قضاء بضعة أيام فقط، لكنه شعر بالصدمة حين علم أنه لن يتمكن من العودة إلى بيت أسرته، وقال "كانت الأسابيع الأولى صعبة للغاية، رغم ذلك كنا متفائلين"، لكن تفاؤله بدأ يتبدد مع مرور الأيام.
"لقد نمنا في الشوارع، واعتمدنا في البداية على تبرعات السكان المغاربة. اعتدنا بعد ذلك شيئا فشيئا على فكرة عدم العودة، طالما بقيت حالة الطوارئ الصحية سارية".
ليال في شوارع مليلة
أقامت سلطات المدينة مخيما مؤقتا لاستقبال المغاربة العالقين غير القادرين على تحمل تكاليف الإيواء بأنفسهم، وكان من الصعب الالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي داخل المخيم. وهو ما جعل رشيد يشعر بخطر إمكانية إصابته بفيروس كورونا المستجد، وقرر مغادرة المكان.
وقال "حاولنا إيجاد مكان للإقامة. حصلنا على مساعدات لتغطية نفقات الفندق والطعام، وبقي الأمر على حاله إلى أن سمعنا بوجود تعليمات ملكية لإعادتنا".
بدوره مر سعيد الذي يعيش بمدينة وجدة من ظروف مماثلة، وقال "بفضل مساعدة بعض الناس تمكنا من الحصول على بعض الأفرشة والملابس الدافئة التي كانت تقينا برد الليل في الشوارع"، وأكد أنه "شعر بالارتياح عندما سمعت ببدء عملية الترحيل إلى أرض الوطن بتعليمات ملكية".
وأشار عائد مغربي آخر إلى أن الكثير من المغاربة العالقين، "تأثروا نفسيا بالظروف المعيشية"، وتابع "لذلك شكل خبر ترحيلنا مصدر ارتياح لنا، نحن ننتظر انتهاء فترة الحجر الصحي على أحر من الجمر لكي نكون مع أحبائنا".
ويخضع المغاربة العائدون من مليلية إلى الحجر الصحي في فندق بمدينة السعيدية. وبعد عودتهم أظهرت التحليلات المخبرية أن شخصا واحد من بينهم مصاب بفيروس كورونا، علما أن بقية العائدين سيخضعون لاختبار ثان للتأكد من عدم إصابتهم بالعدوى.
مرضى وأطفال لازالوا عالقين
وفي حديثه لموقع يابلادي يشير سعيد إلى أنه "تم الاعتناء بنا من قبل جميع المتدخلين بعد العودة"، وتابع "الفرق الطبية والوقاية المدنية والجيش والدرك الملكي والسلطات المحلية سهرت على عملية الترحيل إلى أرض الوطن".
وقال عائد آخر يوجد في الحجر الصحي بالسعيدية "نأمل أن يتمكن المغاربة الآخرون الذين لا يزالون عالقين بمليلية من العودة إلى ديارهم وأن يكونوا مع أسرهم".
وبحسب مصادر تواصل معها موقع يابلادي فإن عملية الترحيل لم تشمل جميع المغاربة الذين يعانون من أمراض، أو لديهم التزامات عائلية، كما أنه لم يتم إخبارهم بعد بتاريخ إعادتهم.
وقال مصدر محلي ليابلادي "بقية العالقين ينتظرون إعادتهم، يوجد بينهم نساء وأطفال، يعيشون في وضع صعب للغاية"، وعبر عن أمله في أن يتم الإسراع بإيجاد حل لهم، ولبقية المغاربة العالقين خارج أرض الوطن.