لم يتسبب انتشار فيروس كورونا في أزمات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فقط، بل أحدث "انعكاسا في نظام الهجرة" أيضا، وذلك حسب ما جاء في دراسة قامت بها طالبة دكتوراه تدعى كليو مارميي، تحت عنوان "فرنسيون عالقون في المغرب: تسليط الضوء على نظام الهجرة الدولية".
وتحدثت طالبة الدكتوراه بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، في دراستها، عن حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، التي أجبرت الأجانب العالقين بالمملكة، والفرنسيين بشكل خاص، على تبني خطاب خاص.
وأوضحت كليو مارميي أنه "إذا كان المدافعون عن حقوق المهاجرين، يلجأون من أجل إثارة التعاطف، غالبًا إلى استخدام خطاب انعكاس حالة الهجرة لاستحضار عالم يمكن فيه عكس نظام الهجرة الحالي، فالأزمة الصحية كوفيد 19، قدمت أول علامة فعلية لمثل هذا السيناريو".
وبحسب الباحثة، فقد لجأ الآلاف من الأشخاص الأجانب العالقين في المغرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي واستحدموا خطابات من قبيل "الحدود، وظلم الهجرة والتمييز". إذ أن الوضعية دفعت "أولئك الذين يتمتعون بامتيازات في هذا العالم، ويحملون جوازات سفر تسمح لهم بدخول 164 دولة، دون إجراءات رسمية أو بتأشيرة بسيطة" للتصرف والتعامل مثل المهاجرين المستضعفين. موضحة أن أزمة جائحة فيروس كورونا منعتهم من التنقل بحرية كما اعتادوا.
كما تحدثت الدراسة نفسها عن "الانقلاب غير المسبوق" الذي أبان عليه بعض المواطنين الفرنسيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين بالمغرب، بتبنيهم مصطلحات "التضامن"، إذ دعا بعضهم المغاربة إلى "التضامن والضيافة وإيواء المواطنين" وكذا مصطلحات "تستعمل عادة فيما يسمى بالمجتمعات المضيفة من أجل تقديم المساعدات إلى اللاجئين".
وأوضحت الباحثة أن المواطنين الأوروبيين عانوا من الانتظار، بالإضافة إلى عدم اليقين والشعور بالضعف أمام القرارات الدبلوماسية والإدارية، التي أثرت سلبا على حياتهم وحرياتهم في التنقل، وهو ما أثار غضبهم واستياءهم.
بالمقابل قالت كليو مارميي "إذا كان هؤلاء الأشخاص العالقون بالمغرب يصفون هذه الوضعية بغير المعتادة والاستثنائية" فماذا بخصوص "أولئك الذين يعانون بشكل يومي من تأثير إغلاق الحدود الأوروبية".
وخلصت الباحثة في دراستها إلى القول "إذا كانت أزمة كوفيد 19 قد أزاحت النقاب عن انعكاس نظام الهجرة الدولية، فقد أبرزت بشكل خاص عدم المساواة الجوهرية، وتمييز قيمة الحياة والعاطفة الانتقائية أمام الأشياء التي لا تحتمل".